قال رئيس النادي الأدبي في تبوك، الدكتور أحمد العسيري إن التكامل بين التعليم والثقافة هام ومؤثر على الفرد والمجتمع. وأضاف عسيري ل»الشرق» أن فقيد الأمة والوطن، الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، كان يحث منسوبي وزارة الدفاع والطيران على التزود بالعلم، وإكمال الدراسة، لمَنْ لم تساعده ظروفه السابقة على ذلك، وأصدر، رحمه الله، أوامر في هذا الخصوص للمَراجع العسكرية المعنية بتسهيل أمور الدارسين وتحفيزهم مادياً ومعنوياً. وأضاف عسيري كنت أحد هؤلاء، بلا مستوى تعليمي يذكر، إلا أن هذه المكرمة أحدثت تحولاً ملموساً في مسيرتي التعليمية والعملية، وهو حال كثير من الزملاء في السلك العسكري. وأكد أنه لظروف العمل والتنقل، فقد توقف كل ذلك لفترة «إلى أن تشرفت بالخدمة ضمن القوات السعودية في سوريا، ومن ثم في قوات الردع العربية في لبنان، ورغم التوتر المصاحب آنذاك للأوضاع الأمنية، إلا أنني وفقت في بيروت تحديداً في الاطلاع على المكتبات، والثقافات المختلفة وأطيافها المتعددة، والعلوم والمعارف التي لم تتوافر لي من قبل. وحين عدت إلى تبوك، وجدت اهتماماً ملحوظاً بالعلم والأدب والثقافة من أبناء المنطقة الذين سعدت بوجودي بينهم منذ فترة طويلة». انتخابات النادي ورداً على سؤالنا حول انتخابات أدبي تبوك، والانقسام الذي حصل بين من اعتبر أنها جرت في جو ديموقراطي نزيه، ومن رأى أنها جرت في ظل تكتل قبَلي؛ قال عسيري: كثر الحديث عن الانتخابات، وكثر اللغط، أرى أن الانتخابات هي تجربة تستحق الإشادة، كمنجز حضاري، وعلينا بداية أن ننهض بالفكرة لتأصيلها والتهيؤ لها، خاصة أنها شكلت مطلباً ملحاً لمعظم المثقفين والمثقفات، مقابل الأخذ بالتعيين في مراحل سابقة، وبذا فهي رغبة تحققت، ومثلت خياراً انتظرناه طويلاً، فعلامَ التشكيك والنكوص إذا لم تكن نتائجها وفق ما نريد! ومن منطلق الواقعية، عالجت لجنة الطعون، وبشفافية متناهية، ما ورد إليها من احتجاجات على آلية التنفيذ. وهو توجه يحسب للجهة المشرفة على الانتخابات، وأنا حقيقة متفائل بقدرة الجميع على التعاطي في القريب العاجل مع هذا الحدث العصري، واستيعاب معطياته، فكرة وإعداداً وتنفيذاً ونتيجة. النشاط المنبري وأرجع عسيري أسباب عزوف المثقفين عن حضور نشاطات النادي إلى أسباب عامة، فقال: العزوف عن مناشط الأندية الأدبية هو ذاته في معظم الأندية، وقد يكون للتقليدية دور في ذلك، ما أشعر الآخرين أن دور الأندية يقتصر على فئات معينة. وهنالك التداخل في مفهومي التعليم والثقافة، كون الأول هو المفهوم الأرسخ على المستوى الأكاديمي، وفي بدايات الأندية أوكلت مهام القيام بها إلى كوادر من الجامعات والكليات، ما أضفى نمطاً معيناً طبع مخرجات الأندية الأدبية، وقرب بينها وبين منتجيها الأكاديميين، ومَنْ في حكمهم، وفي الوقت نفسه باعدت بين المثقف المتسق مع مفهوم الثقافة العام والواسع، وفي مجلس الإدارة نعمل والزملاء على كل ما من شأنه مخاطبة الجميع كمتطلب مرحلي، سواء ما تعلق بأعمال اللجان، أو بالمناشط، وبورش العمل المقترحة، التي ستجد حظها في التنفيذ قريباً إن شاء الله. تيارات وعن انفتاح النادي على التيارات في المملكة، قال: لا شك أن الانفتاح مطلوب، وعلى كل الأطياف الثقافية، والمشهد الثقافي واسع بمكوناته ذات التنوع النابع من جغرافية المملكة القارية، وأن الهدف من الثقافة هو مخاطبة العقول، وإطلاق ملكة الإبداع، لصياغة ثقافة محلية قادرة على التناغم مع بقية الثقافات، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية، وهو ما نسعى إليه وفق التوجه العام للسياسة الثقافية.ورأى أن الدور تكاملي بين السابق واللاحق من القائمين على الأندية الأدبية، بمعنى أن اكتمال الدور، أو الواجبات، منوط بالتطوير المستمر، وإذا ما سلمنا وافترضنا الوصول إلى كمال وانتهاء الدور، فكأنما حكمنا على المسيرة بالتوقف والجمود عند حد معين ونقطة متوقعة، وهذا ما لا يتفق مع سنن التغيير الإيجابي، والتطلع دائماً نحو الأفضل. خطط النشر وعن التأليف والنشر في النادي، ومطبوعات (أفنان، ضفاف، حسمي)، قال: ما صدر من مطبوعات هي نتاج جهد مشكور لزملاء سابقين، وتشكل نوعاً من التفاعل والتواصل المعرفي نتمنى أن يصل إلى الجميع، وهو الآن عنوان للنادي، أما التطوير فهو ضرورة، وملازم لكل عمل ينظر إلى المستقبل.