لقد جاءت ميزانية الخير، التي أعلنتها الدولة -رعاها الله- لتؤكد الواقع المتين للاقتصاد السعودي، واستمرار نمو عجلة التنمية والتطوير، التي يقودها سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي عهده الأمين، يحفظهما الله. إن الأرقام الإيجابية للميزانية العامة الجديدة للعام المالي 1433/1434ه تؤكد استمرار الدولة في خططها وبرامجها التنموية، بما يرقى إلى طموحات ولاة الأمر، وتلبي احتياجات المواطنين لتوفير سبل العيش الكريم للمواطن السعودي، والحفاظ على ثروات هذا البلد المعطاء ومقدراته. وقد حملت الميزانية في طياتها الكثير من بشائر الخير للمواطنين، وتكرس اهتمام الدولة بالإنسان السعودي، الذي يعد الركيزة الأساس في التنمية، ويترجم ذلك كله في أن خصت الدولة قطاع التدريب والتعليم بميزانية كبيرة تعدّ هي الأعلى هذا العام، وكذلك بقية القطاعات، وهو مؤشر على سياسة الدولة في المضي قدماً في تطوير الكوادر السعودية؛ لتأخذ مكانها للإسهام في مسيرة التنمية في البلاد. وقد جاءت مخصصات الهيئة العامة للطيران المدني هذا العام بزيادة تصل إلى %50 عن العام الماضي؛ وهو الأمر الذي يعكس توجه الدولة في أن تواكب المملكة المستجدات في صناعة النقل الجوي؛ لتحافظ على مكانتها المتميزة في هذه الصناعة إقليمياً ودولياً، وبما يمكنها أيضاً من التوسع في تنفيذ العديد من المشروعات التطويرية لمطارات المملكة؛ لكي تكون قادرة على استيعاب النمو المضطرد في الحركة الجوية وحركة المسافرين، وكذلك بما يمكنها من الوفاء بالتزاماتها التشغيلية، وتحقيق رغبة ولاة الأمر في توفير الخدمات والمرافق كافة، بما يلبي احتياجات ورغبات جميع المواطنين والمقيمين من المسافرين من روّاد مطارات المملكة.وما حظيت به الهيئة العامة للطيران المدني من مخصصات في ميزانية هذا العام لهي مؤشر على حرص الدولة -وفقها الله- على دعم البنية التحتية لهذا القطاع الحيوي، الذي يسهم بشكل فاعل في منظومة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. وختاماً، لا يسعني إلا أن أرفع أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسيدي ولي عهده الأمين، على دعمهما المستمر لقطاع الطيران المدني في المملكة، الذي جاءت ميزانيته الجديدة ترجمة صادقة لهذا الدعم. رئيس الهئة العامة للطيران المدني