سجلت الجماهير السعودية التي توافدت أمس من أنحاء متفرقة من مناطق المملكة إلى استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، موقفا إيجابيا في دعمها ومساندتها للمنتخب الأول في مباراته أمام نظيره الصيني في افتتاح مشوار المنتخبين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى بطولة كأس آسيا 2015م في أستراليا، حيث حرصت على الحضور المبكر عند نقاط بيع التذاكر في انتظار فتح المنافذ في موعدها الأصلي عند الرابعة عصرا للحصول على تذكرة الدخول، ولم تكتف بذلك، بل تدافعت عند الباعة المتجولين (البسطات) بدافع الحب والغيرة لوطنهم من أجل شراء الأعلام والشالات والقبعات الخضراء، قبل أن يبدأ الزحف الجماهيري مع أفول شمس الغروب، وتختلط ألوان الطيف باللونين الأخضر والأبيض في جميع المدرجات. وكان المشهد الحقيقي قد تجلى بصورة معبرة عند وصول الحافلة التي أقلت لاعبي المنتخب السعودي إلى الاستاد، حيث وجدت تحية كبيرة من الجماهير التي تبعتها حتى نقطة وصولها لدخول اللاعبين إلى غرف تبديل الملابس، الذين ما أن نزلوا من الحافلة إلا ووجدوا صيحات التشجيع، وقاموا بتحيتهم كل واحد باسمه، وتمنوا لهم التوفيق. وبدأ هدير الجماهير يصدح بقوة في المدرجات مع قرب انطلاق صافرة الحكم الأوزبكي معلنا عن بدء المباراة، وكان كل شيء مختلفا، حيث اختلطت المشاعر الوطنية والصديقة من الجنسيات العربية، وشكلت ملحمة تاريخية، أرعبت (التنين) الصيني، وأدخلت الخوف في نفوس لاعبيه. يقول المشجع سليمان الشمري الذي وصل مع زميله من محافظة بقيق ل»الشرق»: «لم نأبه ببعد المسافة الفاصلة بيننا وبين الدمام «80 كم»، وأصرينا على الحضور باكرا تفاديا للزحام المتوقع، لقد كان المشهد خياليا ونحن نرى مشجعين من جنسيات عربية أيضا يقفون ويساندون معنا، إنها قصة عشق ووفاء»، وتابع: «كل شيء يهون في سبيل مصلحة الوطن، مشيرا، إلى أن الوقوف مع المنتخب ومساندته أقل واجب يقدمه للقائمين على الرياضة السعودية، مشددا، على ثقته في الجهاز الفني والإداري في معالجة الأخطاء السابقة التي وقع بها الأخضر في مناسبات ماضية، والظهور بمستوى مشرف خلال التصفيات. فيما، أبدى المشجع حسن الكيادي، حرصه التام على الحضور من أجل دعم اللاعبين، خصوصا وأن هذه المرحلة تمثل تحديا وإثبات ذات، وقال: «لن نبكي على اللبن المسكوب، ونعلم يقينا أن الأخضر يمر بمرحلة حرجة وحساسة تتطلب وقفة الجميع من مسؤولين، وأجهزة عاملة، وإعلام، وجماهير، بخلاف الشارع الرياضي بكافة ميوله، لقد أجلت بعض أعمالي الخاصة لأجل عيون الأخضر، وسنقف معه قلبا وقالبا، في أفراحه، وأتراحه». الأطفال شكلوا حضورا رائعا في المباراة مشجع سعودي في طريقه إلى ملعب مشجعان يساندان المنتخب على طريقتهما الخاصة