أشاد إعلاميون سعوديون يعملون خارج المملكة العربية السعودية، ووسائل إعلامها المرئية والمسموعة، بالدعوة التي أطلقها وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة، التي قال فيها: «نستهدف (من هيئة الإذاعة والتليفزيون) استقطاب واستعادة الكفاءات المهاجرة، ونسعى إلى توفير بيئة عمل مغرية لهم، وتقديم رواتب مجزية». وأوضحوا، في أحاديث ل»الشرق»، أن هذه الخطوة إيجابية، وأن عودتهم إلى التليفزيون السعودي مبنيّة على تقديرهم مهنياً ومادياً ومعنوياً، مشيرين إلى استحالة توفير التليفزيون السعودي الإمكانات المهنية والمالية لاستقطابهم. مرحلة انتقالية محمد الطميحي قال مذيع قناة «العربية» محمد الطميحي: «هذه دعوة كريمة وصادقة» من الوزير، ولكن كما أشار هو «فإن هناك مرحلة انتقالية يعيشها الإعلام السعودي من خلال هيئة الإذاعة والتليفزيون، وبانتظار اتضاح الصورة أكثر، فإنه من الصعب ترك حياة مهنية مستقرة مقابل وعود وأمنيات ما زالت غير واضحة المعالم، وحتى تستطيع الهيئة التخلص من تركات الماضي الثقيلة والكوادر التي تنظر إلى العمل الإعلامي على أنه مجرد وظيفة حكومية، تعتمد على الحضور والانصراف، دون أن يكون الإبداع هو الركيزة الأهم للتقييم والتطور، فإن العودة غير واردة في الوقت الراهن». انعدام الفرص وأوضح الطميحي، أن معظم الإعلاميين الذين اختاروا العمل في محطات فضائية خارج الحدود، كان لهم وجود عبر الإعلام المحلي، لكنهم لم ينالوا الفرصة، ولم تتوفر لهم بيئة تساهم في بقائهم. وقال: «قبل 13 عاما كنت متدربا ومذيعا متعاونا في إذاعة الرياض، وكان حلمي الوحيد أن أنضم إليها بعد حصولي على شهادة البكالوريوس في الإعلام، ولكن البيروقراطية والروتين وبعض التعقيدات الإدارية دفعتني إلى السفر إلى دبي مطلع العام 2002م، والانتقال بين مجموعة من المحطات الإذاعية والتليفزيونية، ليستقر بي الحال مذيعا في قناة (العربية)، والآن وبعد هذه السنوات المليئة بالتنوع والخبرات، يشرّفني أن أشارك في أي مبادرة تساهم في تطوير الإعلام الوطني دون التقيد بوظيفة رسمية». دعوة مع الإبداع ابتسام الحبيل من جهتها، قالت المذيعة في قناة «الجزيرة الرياضية» ابتسام الحبيل: «بشكل عام تبدو هذه الدعوة إيجابية ومنطقية في الطرح، ولكن بشكل خاص، أظنها جاءت متزامنة مع ما نبدعه نحن الذين أُطلق علينا (الطيور المهاجرة) خارج أسوار الوطن»، معربة عن أسفها ل»أن يتم التقدير من الداخل لنا، بعد أن نلمس التقدير من الخارج». وأوضحت الحبيل، أن ثمة موضوعا آخر «يجب ألّا تغفله هذه الدعوة الراقية والإيجابية في ظاهرها»، وهو أن «المذيع أو الإعلامي منّا يريد مساحة للظهور، وتقديم المادة الإخبارية أو البرامجية، إضافة إلى أن يكون مقدرا مهنيا وماليا، فهل توفر هذه الدعوة جميع هذه المتطلبات لمذيعيها المهاجرين؟، ولا أظن أن التليفزيون السعودي تنقصه الموارد المالية أو الإمكانات الإعلامية ليقوم بإحلال الآخر مكاننا، ويأتي الآن ليبحث عنا حين بنينا أنفسنا، وصنعنا أسماءنا خارج الأسوار، إلا إذا كان يعي أننا مطلب لعديدٍ من القنوات، لأننا كمذيعين سعوديين يتم الرهان على أسمائنا ونجاحنا». وتابعت أنه مع التطوير المستمر ومواكبة الإعلام المعاصر، وتقديم ما يجعل المشاهد لا يضغط على زر «الريموت» لينتقل إلى قناة أخرى، سيكون حينها التليفزيون السعودي قادرا على استقطاب أسماء عُرفت خارج المملكة، واتسعت رقعة متابعتها، مشددة على أن أي إعلامي ممن جاءتهم الفرص، ورحبت بهم القنوات الأخرى، وآمنت بمهنيتهم وظهورهم، لا يبحث عن التطوير المهني والارتقاء بالمهنة، ولكن السؤال: «هل سيواكب التليفزيون السعودي هذه الجزئية ويوفرها لمن يرغب باستقطابهم؟». ابنة التليفزيون وعن عودتها إلى العمل في التليفزيون السعودي في حال تلقت عرضا، قالت الحبيل: قبل الإجابة على هذا السؤال، «لا بد أن أذكر أنني تحديدا انطلقت من التليفزيون السعودي «القناة الإخبارية» كمقدمة نشرات أخبار وبرامج وتنفيذ بعض التقارير، وهذا يعني أني ابنة التليفزيون السعودي قبل أن أنطلق خارج أسواره، أما عن سؤالك فلابد أن تقترن العوده بتقديري كإعلامية، أمثّل بلدي بخصوصيته، وأقدم حتى الآن كل ما يتواكب مع هويتي بظهور محترم ومشرّف لاسمي وبلدي، ومن المؤسف أن يكون مرحبا بي في أكثر من قناة لأني أمثّل الهوية الخليجية، وأقدم المادة المحترمة». وأشارت إلى أنها لا ترفض العودة إلى التليفزيون، غير أنها أكدت «حين أشعر بالتقدير الذاتي لشخصي وعملي في المكان سأتمسك به، وهذا ما أجده في (الجزيرة الرياضية)، التي اعتبرها بيتي الثاني، وهي بالفعل قدرتني وأظهرتني بالشكل الجميل، فهل يفعل تليفزيون بلدي ذات الشيء لأبنائه». نقطة تحول حمود الفايز بدوره، قال المذيع الرئيسي في قناة «إم بي سي» حمود الفايز: «نحن كإعلاميين نثمّن هذه الدعوة، ونعتبر أنها أتت في وقت يشهدُ فيه التليفزيون نقطة تحوُّل… ، كما ننظر إلى هذه الدعوة بعميق الشكر والامتنان لمعالي الوزير، الذي لا يخفى عليه وعليكم أن التليفزيون كان نقطة انطلاق لكثير من نجوم الإعلام الذين حققوا انتشارا واسعا على مستوى الإعلام الخليجي والعربي». وأضاف أن بيئة التليفزيون السعودي بالوضع الحالي ليست قابلة لهذا الاستقطاب بكل معاييره، أما إذا تم العمل على تنفيذ الخطط المناسبة بتطوير العمل الإعلامي في كل مرافقه وزواياه، فإنها بلا شك ستصبح قادرة على استقطاب مَن تشاء. افتقار المقومات وعن إمكانية عودته للعمل في التليفزيون السعودي، قال: «كل شيء وارد في مجالنا، فنحن نخدم الإعلام في أي منبر، ولكن لا أعتقد أنني أفكر بالعودة حاليا أو على المستوى القريب»، مبينا أن من أسباب عدم العودة إلى التليفزيون في هذه الفترة، افتقاره إلى مقوّمات الاستقطاب.