عشر سنوات عاشتها مئات الأُسر الفلسطينية مشردة في بيوت غير بيوتها، بعد ما هدمت إسرائيل منازلهم فوق رؤوسهم، وتركتهم في العراء، يتجرعون وجع الحرمان وألم مفارقة أحلامهم، التي دُفنت تحت الرُكام بالقرب من الشريط الحدودي في رفح جنوب قطاع غزة. لكن صرخات استغاثة هذه العائلات وصلت للمملكة، التي تبنّت إنشاء «الحي السعودي»، الذي افتُتِح أمس، وجمع شملهم بعد ما فرقته إسرائيل، منذ بداية انتفاضة الأقصى الثانية. الفرحة مسحت دموع الحزن التي سكنت في عيون الأطفال قبل الكبار منذ سنوات فور تسلّم مفاتيح منازلهم الجديدة، «التي بنيت بأحدث المواصفات العالمية» كما يقول إياد برهوم، نائب رئيس لجنة «الحي السعودي» وأحد أفراد عائلة فلسطينية دمرت إسرائيل كافة منازلهم في حي كان يعرف سابقاً ب «حي برهوم» في مدينة رفح. برهوم، وصف، خلال حديثه ل «الشرق»، «الحي السعودي» بأنه «جمع شمل الفلسطينيين، وأنهى معاناتهم»، واعتبره لفتة كريمة من الأشقاء السعوديين «شعباً وحكومة»، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وذكر أن صندوق التنمية السعودي هو مموّل بناء الحي، بتنفيذٍ من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». وأشار برهوم، إلى أن «الحي السعودي» وفّر في مرحلته الأولى بيوتاً ل 752عائلة فلسطينية، فيما ستنتهي المرحلة الثانية مطلع العام المقبل، وتشمل بناء 800 وحدة سكنية جديدة، مبيِّناً أن الحي منح الفلسطينيين الاطمئنان والسكينة بعد سنوات من المعاناة، وهو يضم مدارس وعيادات صحية ومسجدا كبيرا إضافة إلى الحدائق العامة. بدوره، أكد العضو المنتدب من صندوق التنمية السعودي لافتتاح الحي، المهندس يوسف البسام، تقديم مبلغ 34 مليون دولار، لبناء المرحلة الثالثة من «الحي السعودي» كدعم للفلسطينيين وقضيتهم، داعيا المانحين إلى تقديم التبرعات والمساعدات لضمان حياة كريمة للفلسطينيين، وتخفيف معاناة اللاجئين. من جانبه، قال المتحدث باسم «الأونروا»، عدنان أبو حسنة، ل «الشرق» إن «الحي السعودي» خفف عبئاً عن وكالة غوث اللاجئين في ظل تفاقم الكثافة السكانية في قطاع غزة، بالتزامن مع استمرار فرض إسرائيل حصارها. وأوضح أنهم استغلوا فترة التسهيلات الإسرائيلية على المعابر، وأدخلوا مواد البناء الخاصة بالحي، وأنهوا المرحلة الأولى من بنائه خلال عام. ونبَّه أبو حسنة، إلى أن المملكة هي المانح العربي الأكبر ل «الأونروا» وأنها تساعد في إنهاء معاناة المئات من العائلات الفلسطينية، وتحسين ظروف حياتهم المعيشية. أسرة فلسطينية داخل منزلها الجديد