أرجع الباحث العلمي الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك عبدالعزيز بن سلطان الشمري، أسباب كارثة تبوك إلى عدم تطبيق الأمر السامي رقم 151 لعام 1428ه، الذي ينص «على أنه لا يعتمد أي مخطط سكني إلا بعد موافقة ثلاث جهات رسمية وهي المساحة الجيولوجية، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ورئاسة الأرصاد»، مبينا أن الأمر السامي لم يُطبق على أي مدينة من مدن المملكة حتى الآن. وأوضح ل «الشرق» أن أمانة بلدية تبوك لم تأخذ في الاعتبار المسار الطبيعي للوادي الذي أغرق مدينة تبوك أثناء إعداد المخططات السكنية للمدينة، وذلك لطول العهد بآخر مرة سال فيها الوادي منذ ما يزيد عن ثلاثين عاماً، وتابع «بالتالي نحن نحذر أن ما حدث في تبوك ما هو إلا الإنذار الأول لبقية المدن في المملكة وخاصة مدينة حائل التي تهددها خمسة أودية، وكذلك مدن الرياض والحريق والخرج وغيرها من مدن المملكة». وذكر الشمري أن التكرار لهذا الحدث متوقع في أي لحظة، داعياً إلى عقد مؤتمر عن أحوال الطقس في المملكة وما يهددها من خطر محدق على مدى الثلاث سنوات المقبلة في مجال تغير الطقس وأحوال المناخ. وقال إن ما حدث في تبوك مجرد «عاصوف» سهل وإنذار أولي لبقية مناطق ومدن المملكة التي لم تجرب الأمطار منذ العام 1395ه. وتوقع الشمري هطول موجات من الأمطار الغزيرة خلال الدورة الشمسية 24 التي ستكون قمتها في شهر مايو 2013م، ويصاحبها زيادة في درجات حرارة الأرض وخاصة المحيطات الهادي والهندي والأطلسي، وأضاف «هذه المحيطات الثلاثة لها تأثير مباشر على أحوال الطقس في الجزيرة العربية والخليج العربي وهي مصدر الأمطار عليها». وأوضح أن التفسير العلمي الفلكي لما حصل في تبوك هو عبارة عن إعصار ضرب المحيط الهادي وتسبب في فيضانات في جنوب أفريقيا وموزمبيق، واتجهت من ثم بقايا هذه الأمطار والسحب إلى الجزيرة العربية عبر أفريقيا ودخلت عن طريق بوابة تبوك وحقل، واتجهت بعد ذلك إلى عرعر والقريات والجوف وحائل.