رصدت «الشرق» خلال جولة ميدانية على مطاعم ومخابز محافظة رجال ألمع، ما تعانيه بعض المطاعم من تدني مستوى النظافة وسوء عمليات التخزين التي تشرف عليها العمالة الوافدة في المحافظة، دون أدنى اهتمام بصحة الناس. روائح كريهة وتمارس بعض العمالة الوافدة أساليب عشوائية وغير صحية في تحضير وإعداد الوجبات بعيداً عن أعين الزبائن والرقابة، حيث يلجأون إلى المرافق الخلفية والمنزوية غير الظاهرة للعيان، حيث كشفت «الشرق» عن عدد من المطاعم تتخذ غرفاً خاصة ودورات مياه وأماكن قذرة لتجهيز وتتبيل بعض المأكولات قبل طهيها، وأثناء محاولة التصوير واجهنا الرفض والمضايقات التي كان أبطالها عمالة وافدة باعت ضميرها مقابل الكسب المادي، إلا أن إصرار الشرق على نقل الصورة العامة للقارئ وسوء وانعدام النظافة أجبرنا على الدخول والمخاطرة حتى تكشف حقائق هذه المطاعم التي تبيع الناس الأمراض دون علم المواطن، فما يمارس في الخفاء أكبر من أن يوصف. وفي بعض المطاعم التي قمنا بزيارتها وجدت روائح عفنة تصدر من عدد من الغرف الداخلية وغرف السكن الخاص بالعمالة، وبالبحث عنها وجدنا بعض اللحوم المتبلة والجاهزة للطهي لكن روائحها تعفنت بشكل مقزز. زيوت مستخدمة لم تكن جميع المطاعم التي زرناها تستخدم الزيوت لأكثر من مرة بسبب التوعية والتنبيهات والتعاميم الصادرة من إدارة صحة البيئة في الأمانة بأهمية نظافة الزيوت وتغييرها بشكل يومي، إلا أن بعض المطاعم المخالفة تلجأ إلى تخزين الزيوت المستخدمة في أماكن مكشوفة وملوثة لتقوم بإعادة استخدامها مرة أخرى. وفي عدد من المطاعم التي زارتها «الشرق» خلال جولتها، رصدت تجهيز بعض المأكولات في دورات للمياه داخل المطاعم، وبعضها في حال مزرية، وتمتلئ بالنفايات والحشرات والروائح الكريهة، في غياب تام للرقابة وللضمير الذي باعته العمالة مقابل حفنات من المبالغ المادية. صحة البيئة وأثناء الجولة على المطاعم، تم رصد سيارة تخص إدارة صحة البيئة متوقفة عند أحد المطاعم، وعلى الفور توجهنا لرؤية الإجراءات التي يقوم بها مراقبو البلدية، الذين اعترضوا بداية على وجودنا، إلا أنهم اقتنعوا بعد ذلك، حيث كان مراقبو البلدية يتعاملون مع المطاعم المخالفة بكل جدية وحزم، وقاموا بإغلاق عدد منها، كما تم تغريم عدد من المنشآت المخالفة لمعايير النظافة وأنظمة سلامة التخزين. قلة المراقبين والتقت «الشرق» رئيس بلدية رجال ألمع حسين بن علي رجب آل مشرف، الذي أوضح أن بلدية رجال ألمع تعاني من قلة المراقبين، مؤكدا أن المطالبات مستمرة بزيادة أعدادهم، وأشار إلى أن عدد المراقبين الصحيين في إدارته لا يغطي كافة مراكز وقرى المحافظة. وأكد آل مشرف أن إدارة صحة البيئة تجري جولات تفتيشية ميدانية يومية، مشيراً إلى ما يواجهه المراقبون من صعوبات في تحقيق أهدافهم خلال الجولات بسبب تواصل العمالة مع بعضهم البعض أثناء علمهم بالجولة أو المداهمة التي تقوم بها البلدية للمنشآت، فبمجرد أن تصل البلدية إلى أحد المحلات تغلق البقية مباشرة، لافتاً إلى أن الحلول في مثل هذه الحالة تكون بزيارة مفاجئة أخرى لتلك المحلات التي تغلق أثناء الجولات الميدانية. وحول العقوبات المتخذة، ذكر رجب أن اللائحة الخاصة بالمخالفات تطبق على المخالفين بشكل مباشر وتنفيذي، ووعد في ختام حديثه ل»الشرق» أن تواصل بلدية رجال ألمع المطالبات بزيادة عدد المراقبين وتطبيق اللائحة على المنشآت المخالفة. دورة مياه لتجهيز الفول غياب النظافة سمة تجمع كثيراً من المطاعم التي تديرها العمالة الوافدة (الشرق)