أطلت أزمة الدقيق برأسها على القنفذة، متسببة في ارتفاع الأسعار في كثير من المخابز، التي اعتبرت غلاء الأسعار شيئاً طبيعاً، ولكنه أثّر في إغلاق عديد من مخابز المنطقة، التي عجزت عن توفير الدقيق بأسعاره المقبولة. وقال عمر السلامي، وهو صاحب مستودع: «الكل يعتقد بأننا نحن مَن أوجدنا هذه الأزمة، وهذا أمر خاطئ، نحن تجار نشتري بضاعة بسعر تحدده الجهات المختصة، ونبيع بهامش ربح وفق ضوابط وشروط معينة، لكن في مثل هذه الظروف يختلف الوضع، وتصل المشكلة إلى أننا كتجار جملة نجد صعوبة بالغة في الحصول على البضاعة، كما هو الحال الآن مع الدقيق، وعطفاً على هذا كله، فإن أسعار الدقيق أصبحت عالية جدا، ووصل سعر الكيس الذي كنا نحصل عليه بمبلغ 25 ريالا، إلى 38 ريالا، ولذلك قرر كثيرٌ من التجار إيقاف جلب الدقيق إلى المحافظة، لكون سعره مبالغا فيه، وبات الحصول عليه صعبا». ويضيف السلامي: «ارتفاع أسعار الدقيق على الخبازين مسألة طبيعية، فالتاجر الذي سيجلب البضاعة يحتاج إلى أن يحصل على ربح من وراء بضاعته، ومن غير المعقول أن يشتري تاجر كيس الدقيق ب38 ريالا ليبيعه بالسعر الأساسي للكيس وهو 25 ريالا». ويقول موسى السوداني (خباز) إن «كثيرا من الخبازين توقفوا عن العمل، لكون العمل أصبح دون فائدة، والبعض الآخر اضطر إلى تخفيض إنتاجيته، فالخباز الذي كان يستخدم أربعة أكياس لصناعة الخبز، أصبح يستخدم كيسين، وكل ذلك في سبيل مواجهة هذه الأزمة التي لا نعلم عن وقت انتهائها». ويختتم موسى حديثه: «بالإضافة إلى أزمة الدقيق، فإن المخابز تحتاج إلى عمالة، وكثير من العمال اشترط رفع أجره بسبب قرار وزارة العمل، رفع رسوم التجديد، وهو الأمر الذي أوجد مشكلة أخرى أدت إلى إغلاق كثير من الخبازين مخابزهم».