لم يجد المتلاعبون مكانا ﺃفضل من بوابة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ليقوموا ببيع الدقيق للتجار في سوق سوداء، واضطر الكثير من التجار إلى هذه السوق من ﺃجل الحصول على الدقيق؛ تفاديا لإغلاق مخابزهم؛ من جراء عدم توفر الدقيق، وهو الأمر الذي حدث لمخابز عدة في الرياض، وقد سجلت "شمس" عمليات بيع تدار وتمارس ﺃمام البوابة، ﺃطرافها: المتعهدون (الموردون) التجار، والعمالة، وﺃصحاب المخابز. حينما وصلنا إلى مقر المؤسسة العامة لصوامع الغلال، فوجئنا بوجود فوضى كبيرة تسببت في تعطيل حركة السير، كانت نتيجة كثرة العروض، وكثرة الطلﺐ، ولعدم وجود الجهة المنظمة والمراقبة لعمليات الشراء والبيع لهذه الأعداد الغفيرة التي توافدت على هذا المكان. ومن الأشياء الملاحظة في الموقع سرعة نفاد الكميات الكبيرة من الدقيق، التي تُحمَل من المصنع على (التريلات المستأجرة) إلى الساحة المجاورة للصوامع التي تمارس فيها عمليات البيع. تحدثنا مع بعض العمالة القائمة على عمليات البيع في هذه السوق، فتطرقنا إلى طرق الشراء من الصوامع، فقال ﺃمير زادة (باكستاني الجنسية يعمل لدى ﺃحد الموردين: ) "إن هناك من ﺃصحاب (الديّ نات) من يحمل تراخيص وهمية؛ ليتمكن من خلالها الحصول على كميات كبيرة من الدقيق بأسعارها الحقيقية التي تبلغ 25 ريالا للكيس، ومن ثم نبيعها لأصحاب المخابز بسعر يصل إلى يقول ﺃحد التجار (فضّ ل عدم ذكر اسمه)، والذي اضطر إلى التوجه إلى هذه السوق: "الطلﺐ على الدقيق في ازدياد وصوامع الغلال تتأخر علينا في صرف الدقيق؛ بسبﺐ الأزمة التي نمر بها؛ لذا نتوجه إلى السوق السوداء". ولفت التاجر إلى ﺃن المستفيدين من ﺃزمة الدقيق وتجار السوق السوداء يستغلون هذه الفرصة من ﺃجل العوائد المادية الجيدة التي تعود عليهم، والبعض منهم لم يعد يستعمل الدقيق في محاله بعد ﺃن يحصل عليه من صوامع الغلال، بل إنه يبيعها على الفور؛ كونه يجد الأرباح مضاعفة "، وﺃشار إلى ﺃن بعض ﺃصحاب المخابز لم يستطيعوا ﺃن يرفعوا قيمة الخبز، فاضطروا إلى ﺃن يغلقوا محالهم إلى حين الانتهاء من هذه الأزمة.