تشهد المدينةالمنورة أزمة إسمنت هذه الأيام، الأمر الذي أربك عمليات البناء والتشييد وخلق سوقا سوداء نتيجة التلاعب في الأسعار، بسبب شح الكميات الواردة إلى مواقع البيع المحددة. ورصدت جولة « الشرق « على عدد من محلات بيع الإسمنت ومنافذ التوزيع أمس، استقرار الأسعار عن 15 ريالا في ساعات النهار تحت إشراف مندوب من وزارة التجارة لضبط المخالفين وضمان استقرار الأسعار، إلا أن هذا الأمر يختلف تماما في الليل ، إذ يلجأ الباعة إلى فرض أسعار السوق السوداء التي تصل بسعر الكيس إلى 18.5 ريال ، مستغلين حاجة المواطنين وارتفاع الطلب. وبحسب مواطنين التقتهم» الشرق» خلال جولتها فقد أكدوا أن الأسعار ثابتة خلال النهار ، بيد أن هذا الأمر يختلف تماما في الليل وبعد نفاد الكميات التي تحملها الشاحنات من مصنع ينبع. وفي محاولة لمنع التلاعب في الأسعار وجه أمير المدينةالمنورة مؤخرا ، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد م بزيادة حصة السوق من الإسمنت حتى يتوفر المعروض وبالتالي تنخفض الأسعار التي وصلت في وقت سابق إلى 25 ريالا للكيس الواحد، وحصر بيعه في حي الجرف جنوب غربي المدينةالمنورة . وتحتاج المدينةالمنورة يوميا بحسب متخصصين في العقار والبناء ما يقارب 150 ألف كيس ، إلا أن الكميات المتوفرة حاليا وصلت إلى ستين شاحنة بمعدل ثلاثين ألف كيس يوميا. وفق ما أبلغ « الشرق» العقاري الشريف طلال الدعيس ، وقال إن هذه الكمية لا تكفي حيث تنتهي قبيل انتهاء منتصف النهار. نظرا لزيادة الطلب في ظل الطفرة العقارية التي تشهدها المنطقة . ولفت الشريف إلى أن استقرار الأسعار لن يتواصل كثيرا في حال عدم زيادة المعروض.موضحا أن هناك العديد ممن يعملون على شراء كميات كبيرة من الإسمنت وتخزينها لأغراض متعددة سواء لتوفيرها بشكل خاص لهم. أو لتجويع وتعطيش السوق وبيعها مستقبلا بأسعار مرتفعة. مطالبا في الوقت ذاته بزيادة كمية المعروض وإشباع السوق منعا لزيادة الأعباء على المستهلكين.وأوضح المستهلك محمد السهلي، أن استقرار أسعار الإسمنت في الفترة الحالية يعد خطوة إيجابية، لكن لا يزال هناك شح في المعروض، مبينا بأنه يحاول الحصول على عدد مائتي كيس لإكمال المتبقي من منزله،إلا أن البائعين يرفضون بيع هذه الكمية في وقت واحد ما أجبره على شراء عدد أقل من عدة شاحنات . وشاركه الرأي المستهلك سعود الجابري بقوله ، إن توجيه أمير منطقة المدينة أعاد التوازن للسوق إلا أننا نطالب بعودة الأسعار كما كانت سابقا بسعر 11 ريالا للكيس، حتى تكتمل مراحل البناء.والتقت « الشرق « مع بائعي الإسمنت في سوق الجرف وهم من العمالة الوافدة، حيث ذكروا أن عدد الشاحنات التي تصل للسوق يوميا تتراوح من 35-50 شاحنة،وتغادر جميعها فارغة، مؤكدين أن البعض منهم لجأ للحصول على الإسمنت من مناطق أخرى مثل الرياض،نظرا لازدياد الطلب على إسمنت ينبع والازدحام الكبير أثناء الحصول على منتجاته. عدد من أصحاب الشاحنات يتحدثون ل (الشرق)