قال الفنان التشكيلي أحمد طيب منشي ل «الشرق» إن الحركة التشكيلية السعودية اعتمدت على «التناص» كمبرر للاستنساخ. وأضاف «أن الفنانين السعوديين دأبوا على استنساخ ومحاكاة أعمال عالمية، ومن ثم تغلف بمفهوم (التناص)، وتقدم للمتلقي المحلي باعتبارها عملا أصيلا يستلهم الواقع والتجربة المعاشة، على ما في ذلك من استخفاف بعقل المتلقي، واستعجال في الوصول إلى الشهرة». جاء ذلك على هامش حفل تكريمه مساء أمس الأول من قبل فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في مكةالمكرمة، الذي أقيم في نادي الوحدة. وأوضح منشي، في حديثه ل «الشرق»، أن الحركة التشكيلية في السعودية تتجه نحو الأسوأ، وأنه يجري التركيز في هذه الفترة على الكم لا على الكيف، لافتا إلى أن الحركة التشكيلية كانت أقوى في انطلاقتها، رغم ما شاب هذه الانطلاقة من مجانية. ولفت إلى أن مسمى «الحركة التشكيلية» إنما هو من باب التجاوز، وإلا فإن التشكيل في السعودية مجرد ممارسة، ولم يرتقِ إلى أن يكون حركة بعد، نظرا لافتقاده للزخم والعمق الاجتماعي. وأشار إلى أن من أسباب ضعف التشكيل محليا غياب الثقافة المتحفية، وضعف المناهج الدراسية، إضافة إلى انعدام وجود متلقي حقيقي يملك الثقافة اللازمة للتعاطي مع الأعمال الفنية والتفاعل معها. وطالب منشي جيل الرواد بالتواصل مع الفنانين الشباب، مبينا أنهم يمتلكون المهارة والموهبة، لكنهم في حاجة إلى التفاف أصحاب الخبرة، دون إملاء توجهات فنية عليهم، فهم يظلون أصحاب القرار في اختيار مدارسهم الفنية دون وصاية من أحد. ودعا إلى تأسيس أكاديميات فنية تعنى بالتربية الفنية، إضافة إلى دمج التربية الفنية في مناهج التعليم العالي. وتضمن الحفل عرضا مرئيا للسيرة الفنية للفنان أحمد منشي، إضافة إلى عرض مجموعة من أعمال الفنان الضيف، وورقة عمل تشكيلية بعنوان «الممارسة التشكيلية في المملكة العربية السعودية.. النشأة – الواقع – نظرة مستقبلية»، تضمنت مقدمة مختصرة عن الطابع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمجتمع السعودي، والعوامل التي ساهمت في بروز الممارسة التشكيلية، وواقع الفن بالمجتمع، وحول وضع الفنان من الناحية الاجتماعية والعلمية والثقافية، ورواد ورموز الفن التشكيلي السعودي وأبرز الفنانين، وتفعيل دور الفن بما يخدم المجتمع. كما شهد الحفل على هامشه تكريم مجموعة من الفنانين الشباب الذين فازوا في مسابقات الجمعية، ومثلوها في مشاركات خارجية.