مكة المكرمة – ماجد الجحدلي الشركة المشغلة للعمال: إضرابهم عن العمل تسبب في خسائر تقدر بسبعين ألف ريال تجمع نحو مائة عامل هندي في العزيزية في مكةالمكرمة أمس الأول؛ اعتراضاً على تشغيلهم في أعمال غير منصوص عليها في العقود المبرمة معهم من قبل إحدى الشركات الخاصة، تحتفظ «الشرق» باسمها، فضلاً عن تردِّي أوضاعهم المعيشية في ظل عدم تسليمهم مستحقاتهم المالية لشهرين متتاليين. والتقت «الشرق» بعدد منهم في مقرهم بمنطقة منى، وتحديداً بجوار مسجد الخيف، حيث أوضح ممثلهم العامل إسلام ل «الشرق»، أن العمال جاءوا إلى المملكة على بوظيفة عمال دواجن، وفوجئوا بعد وصولهم إلى المملكة بالعمل كعمال نظافة، ما اعتبره تعارضاً مع العقود التي وقعوها مع المكتب المختص في دولة الهند. وأكد أن العمال حاولوا الوصول إلى مدير الشركة لكنهم لم يستطيعوا، وكان يتحدث معهم في كل مرة اثنان من المشرفين على العمال، وهما صديق وأرشد، من الجنسية البنجلاديشية، ويعدانهم بالعمل في مجال الدواجن، وهو ما تكرر على نحو مستمر لمدة شهر ونصف قضوها بلا عمل، ولا يتاح لهم في الوقت نفسه مواصلات، ويضطرون للمشي لمسافة خمسة كيلومترات من مسجد الخيف إلى العزيزية. وقال إسلام: إن العقود التي وقعوها مسبقاً نصت على أن الراتب يبلغ ألف ريال شهرياً فضلاً عن مائتي ريال للمعيشة، لكن الشركة تصرف للعامل الواحد 350 ريالاً شهرياً، وهي لا تكفيهم لا للغذاء ولا العلاج. وقال: إن الشركة سحبت منهم الإقامات، وهو ما حرمهم من القدرة على التنقل خشية القبض عليهم من قبل الجوازات. وأضاف أن العمال يعيشون وضعاً مأساوياً، ولا يعلمون حتى الآن من هو كفيلهم أو المسؤول عنهم في الشركة باستثناء المشرفين البنجلاديشيين، مؤكداً عزمهم إبلاغ الجهات الأمنية بوضعهم، إلا أنهم لازالوا غير ملمِّين بالإجراءات المتبعة بهذا الخصوص. وتواصلت «الشرق» مع المدير العام للشركة أسامة بن زيد أزرق، الذي نفى ما ذكره العمال، مؤكداً أن العقود التي وقعوها مع الشركة المتعاقد معها من الجانب الهندي هي عقود لنظافة المساجد. وقال: إن لديه الإثباتات الدالة على ذلك، أما الرواتب 850 ريالاً. وأضاف قائلاً: إن العمال المحتجين وقعوا ضحية لسمسار أوهمهم بأنهم عمال دواجن، وعند وصولهم تم الاجتماع معهم وإبلاغهم بأن مهنتهم هي عمال نظافة، وتفهموا الوضع وعمل نحو عشرين منهم في نظافة عشرين مسجداً. وأشار أزرق إلى أن نظام الشؤون الإسلامية يؤكد على أن لكل مسجد عامل نظافة واحداً، وأنه متعاقد مع الشؤون الإسلامية، ولديه نحو ألفي عامل في جميع مساجد المملكة، مؤكداً أن هذه العمالة سبق وأن أرسلوا إلى مساجد في مدن الطائفوجدة والمدينة وجازان وتسلموا رواتبهم الشهرية، لكنهم يستأجرون سيارات خاصة وبمبالغ عالية ويعودون إلى مسجد الخيف في مكة ويطالبون بالعمل في مجال الدواجن على غير ما اتفق عليه معهم كعمال نظافة. وقال: إن الشركة لديها حافلات تمر عليهم باستمرار وتؤمن الشركة لهم مبالغ المعيشة. وقال: إن الشركة خسرت بسبب هؤلاء العمال أكثر من سبعين ألف ريال، نتيجة تعطل أعمال النظافة في المساجد الموجه إليها هؤلاء العمال، وأضاف أن الشركة سبق أن تقدمت بشكوى للسفارة الهندية لكن لم يكن هناك استجابة، مبيناً أن هؤلاء العمال أربكوا الشركة وتسببوا في تعطيل أعمالها بسبب إصرارهم على العمل في مجال الدواجن. من جانبه أكد مصدر في مكتب العمل في مكةالمكرمة ل «الشرق» عدم ورود شكوى من العمال المعترضين، مشيراً إلى أنه في حال تلقيهم شكوى سيباشرون التحقيق في القضية لمعرفة أسباب اعتراضهم على العمل. العمال جلسوا في الشارع احتجاجاً العمال يكشفون عن عقودهم (تصوير: أحمد جابر)