تحمل معظم نصوص ديوان “كشاعر سعيد… كطاغية يبتسم" الصادر مؤخراً عن دار نون للنشر والتوزيع في رأس الخيمة؛ للشاعر العراقي المقيم في الكويت سعد الياسري، ثيمات ترفع غطاء القدسية عن كل تفاصيلنا اليومية الموروثة والحديثة ليضعها تحت مبضعه، بجرأة الشاعر المتمكن، المُشتغل بحرفية شعرية عالية وبعناية كبيرة بنصوصه. كما تتعدد موضوعات الشاعر وأطروحاته في هذا الديوان الذي يُعد الإصدار الخامس له، والثالث على صعيد النص النثري، ما بين الإنسان، الحرب، الحب، الحياة والموت، وتتشابك فيه المكانية بالزمانية أكثر، وتأخذ القصائد في معظمها عمقاً فلسفياً وطابعاً يحرص أكثر على الانحياز الفكري للنص، دون إهمال لرحابة الشكل، بينما كتبت قصائد الديوان بين السويد والكويت كما يشير الشاعر في مقدمة الكتاب، بين عامي 2008 و 2012. وعلى مساحة 140 صفحةً، امتد 15 نصاً شعرياً حوتها دفتا الكتاب، وزين الغلاف الأمامي لوحة فنية للتَّشكيليِّ العراقيِّ سعد عبَّاس، فيما علت غلاف الخلفية صورة شخصية للشاعر بعدسة الفتوجرافيِّ الكويتيِّ محمَّد السَّالم، وإلى جانبها اقتباس شعري من نص يا أيُّها الذي لا أسمِّي.. سأصرعُكَ، يقول فيه: “سأضعُ ساقَ (رامبو) المبتورةَ على مائدةِ طعامِ النُّبلاءِ… الباسمينَ بلا سببٍ وجيهٍ/ وأقرأُ على الميِّتِ الذي بجواري أناشيدَ الجنودِ الذين قاتلوا... حالمينَ برائحةِ أجسادِ حبيباتِهم المتعرِّقاتِ لفرطِ الانتظارِ./ يا أيُّها الذي لا أسمِّي.. سأصرعُكَ/ فقد قبلتُ مَصيري بِبسالةِ مَن لا يملكُ عَصًا سحريَّةً/ ها أنا أهشُّ بالرَّحمةِ على فحولِ جِداءِ الوقتِ.../ وهي تحكُّ قرونَها في لحمِ خاصرتي/ وأسيحُ في شوارعَ أخرى.. جديدةٍ؛ لا تُشبهُ (درابينَ الكرخِ) في شيءٍ". ويمكن من خلال عناوين القصائد التي احتواها الإصدار أن تُقرأ بعض مضامين النصوص من خلال عناوينها، حيث “حينما في الانتظارِ/ أيُّها الغُرابُ؛ أعرْنِي منقارَكَ/ غِلالةٌ نَهريَّةٌ لجَسدِ البَحرِ/ سأحبُّكِ يا بغدادُ.. سأشتمُكِ بمرارةٍ/ ثُمَّ إنَّني سأذْوي/ عن المُتصالحِ الذي لا يطيقُ نفسَهُ/ كشاعرٍ سَعيدٍ.. كطاغيةٍ يبتسمُ/ هذا أنا/ يا أيُّها الذي لا أسمِّي.. سأصرعُكَ/ أحوالُ المُشتَهى السَّبعةُ/ الجُمُعةُ العظيمةُ (نَصٌّ للثَّورةِ السُّوريَّةِ)/ رياحٌ معقولةٌ لنحتِ الوجهِ/ أيُّها الوغدُ؛ إنْ لمْ تكنْ حُبًّا فما أنتَ؟/ تقريبًا/ المَسردُ"