أبدى متعاملون في ميناء جدة الإسلامي ومنطقة توزيع المياه في الفيصلية، تضررهم من قرار تقليص ساعات دخول الشاحنات من وإلى الميناء، وتحديد أوقات لخروج وايتات مياه الشرب، الذي أقر أخيراً وحددت له أوقات من الحادية عشرة ليلاً وحتى السادسة صباحاً. وقالوا إن القرار سوف يشل حركة أكثر من 80013 شاحنة نقل، الأمر الذي سوف يؤدي إلى ارتفاع أجور نقل الشاحنات وتكدسها خلال الساعات السبع المحددة لها بدخول المدينة، إضافة إلى تغيير دوام العاملين في هذين القطاعين. ورأى ناقلو البضائع «ناصر المري ومعتق الجهني وأحمد بصفر»، أن تقليص ساعات خروج الشاحنات لتوصيل البضائع لن يكون كافياً لإنهاء تحميل وخروج البضائع من الميناء حتى مع زيادة أعداد البوابات، خصوصاً مع قلة أعداد السائقين الذين يتحملون ضغط العمل وطول البقاء داخل الميناء في انتظار تحميل بضائعهم لمدة تصل 12 ساعة ولا يتقاضون أكثر من ألفي ريال شهرياً. وقدروا متوسط أعداد السيارات التي تخرج من الميناء على مدار الأربع والعشرين ساعة بنحو تسعة آلاف سيارة تحمل خلالها الشاحنة الواحدة ردين وثلاثة، متوقعين أن يؤدي تنفيذ القرار إلى أن تحمل الشاحنة رداً واحداً، وأن خسائر القطاع ستكون بالملايين؛ إذ سيرفعون الأسعار من 1500 و1900 إلى ثلاثة آلاف ريال في النقلة الواحدة نظراً لصعوبة مواصلة السائقين للعمل بالليل والنهار. وقالوا إن ساعات العبور في المدينة ستكون بالليل والمستودعات التجارية في منطقة الخمرة لا تعمل بالليل، متوقعين أن يتسبب القرار في تكدس البضائع وتأخر تنزيلها، وتأخر وصول السفن التجارية للمرفأ لعدم توافر مساحات للتنزيل على أرصفة الميناء، وزيادة أجور النقل التي سيتحملها المستهلك، وتأخر الناقلين عن حمل بضائعهم لأكثر من ثلاثة أيام، ما ستترتب عليه غرامات للأرضيات بمعدل عشرين ريالاً على كل طن يتحملها التاجر، وتأخر وصول البضائع للمستودعات، خصوصاً بعد إغلاق الدوار المُنَفِّذ من الجنوب إلى الشمال جهة طريق الملك فهد إلى دوار النجوم، ما يتسبب في تكدس مروري؛ إذ إن الشاحنات تمر بمنطقة عسكرية وهي «البحرية»، ما سيصعب معه الوفاء بحقوق العملاء من تجار وأصحاب مستودعات، مطالبين بإبقاء الوضع على ما هو عليه. وقال ل «الشرق» نائب رئيس اللجنة الوطنية للنقل سعيد البسامي، إن القرار تسبقه ثلاثة شهور تجريبية تبدأ من الرابع عشر من ربيع الجاري، وسيكون هناك عدد من اللقاءات مع المستثمرين لمعرفة انعكاساته، مشيراً إلى أنه لا يمكن استباق الأحداث والنتائج. وطالب باتخاذ خطوات إيجابية من قبل الناقلين وأصحاب الشأن وإدارة الميناء لمنع التكدس، مفيداً بأن الموانئ العالمية الكبرى طبقت مثل هذا القرار، ولم تنجم عنه أضرار تذكر بسبب حسن الإدارة والتنظيم. وأشار إلى أنه سيتم تخصيص ثمانية مواقع خارج المدينة، وأربعة داخلها مجهزة بالكامل لحجز سيارات النقل الثقيل خلال ساعات الذروة، وسيكون من مهام لجنة النقل في الغرفة بلورة حملة إعلامية للسائقين والمستثمرين توضح أهمية القرار وتحديد الطرق الصحية التي يجب اتباعها. وكشف البسامي عن تجهيز طريق مباشر يصل ميناء جدة الإسلامي بمنطقة المستودعات بالخمرة ويمر بمصفاة البترول «بترومين» والقاعدة البحرية بالتعاون مع مرور وأمانة جدة على أن يقتطع الطريق جزءاً من أرض المصفاة ليربط الناقلين بالخطوط الرئيسة المتجهة للطائف أو مكة دون المرور بوسط المدينة. فيما اعتبر رئيس لجنة الخدمات البحرية في غرفة جدة طارق المرزوقي، أن القرار يصب في مصلحة المواطنين ويحد من الحوادث المرورية والزحام في الشوارع، مشيراً إلى أن القرار لم يتطرق لحيثيات التنفيذ، وبالتالي لا يمكن التنبؤ بآثاره، إذ إن القرار سيجعل بوابات الميناء جميعها مفتوحة، خصوصاً بوابة رقم تسعة، ولن يمنع خروج الشاحنات من الميناء إنما فقط سيمنع دخولها إلى داخل المدينة، وبالتالي لن تتأثر عمليات تحميل البضائع داخل الميناء، ولن ينجم عن ذلك أي تكدسات؛ لأن أغلبية المخازن تبعد عن المدينة. «المياه الوطنية» تستبعد ظهور سوق سوداء ل «الوايتات» أكد ل «الشرق» مدير عام وحدة المياه في شركة المياه الوطنية في جدة، المهندس عبدالله العساف، أن الشركة بدأت منذ السبت الماضي تطبيق آلية منع دخول 4800 شاحنة لمدينة جدة، تزامناً مع قرار المنع المرتقب تطبيقه الأسبوع المقبل. وذكر أنه تم منع دخول ما بين 2500 3000 وايت مياه نظيفة تجول يومياً في جدة من مختلف المناطق والأشياب، وحوالى 1800 وايت للصرف الصحي إلى داخل المدينة، من خلال جدول زمني لمرور الشاحنات يبدأ من أيام السبت إلى الأربعاء، من التاسعة صباحاً حتى 12 ظهراً، والفترة الثانية من العاشرة صباحاً حتى السادسة فجراً، وخلال يومي الخميس والجمعة من الواحدة صباحاً حتى الرابعة فجراً، مشيراً إلى أن شركة المياه هي الجهة الوحيدة التي بدأت تطبيق هذه الآلية السبت الماضي، بمنع شاحناتها من المرور. وأضاف «أما بخصوص المناطق التي تعاني من نقص المياه، فقد تمت زيادة ضخ المياه النظيفة إليها، مثل كيلو14، أحياء جنوب شرق جدة، بعض أحياء الشمال مثل المرجان، الزهرة، والروضة، وستعمل الشركة على تقليل فترة انقطاع المياه لديهم بزيادة الضخ لها للتخفيف من طلب أهالي تلك المناطق على الوايتات». وأشار إلى أن هناك تنسيقاً بين الشركة وجميع الأشياب، وأعضاء اللجنة القائمة على قرار المنع لتزويد المنازل التي تنقطع لديها المياه بشكل طارئ، بإرسال الوايت للمنزل لافتاً إلى أن المنع هو خلال فترة تجريبية مدتها ثلاثة أشهر، وسيتم خلالها عقد الاجتماعات لرفع التوصيات والملاحظات حول آثار المنع، مستبعداً نشوء سوق سوداء تزيد من أسعار الوايتات نتيجة تقليص ساعات مرورها داخل طرقات المدينة. وأكد أن الآلية الجديدة مجرد ترتيب وتنظيم، نظراً للازدحام الشديد الذي تشهده جدة. «مرور جدة»: تخصيص مناطق لحجز الشاحنات على «الخط السريع» ومتابعتها من أمن الطرق وأوضح المتحدث الرسمي باسم مرور جدة المقدم زيد آل هاشم، أن المرور يطبق وباهتمام منع دخول الشاحنات ووايتات المياه وتحركها وسط جدة، وهناك دوريات مرور لحجز الشاحنات على الخط السريع وبالقرب من جسر الخير لمنع دخول الشاحنات القادمة من الميناء داخل الأحياء خلال أوقات الذروة من السادسة صباحاً وحتى التاسعة، ومن الثانية عشرة ظهراً وحتى الثالثة، ومن الخامسة عصراً حتى الواحدة فجراً. وقال «بسبب وجود عدد كبير من المشاريع وإصلاحات البنى التحتية في المدينة، دعت الحاجة إلى دخول عدد كبير من الشاحنات المحملة بالمواد الأولية من داخل الميناء إلى وسط جدة لإمداد تلك المواقع، وذلك بعد انتهاء فترات الذروة المرورية، بالإضافة إلى عدم وجود خطوط بديلة لحركة الشاحنات غير خط الحرمين وجسر الخير». وأشار إلى أن الحلول المؤقتة التي ستبدأ الأسبوع المقبل لمدة ثلاثة شهور، أما الدائمة فهي تخصيص مناطق حجز للشاحنات خارج جدة ومتابعتها من قبل أمن الطرق خارج المدينة، فيما يتولى المرور آلية التطبيق داخل المدينة، حيث خاطبت إدارة مرور جدة إدارة النقل في المنطقة والإمارة لتوفير أماكن مهيأة بالكامل لحجز السيارات مع تطبيق القرار. يذكر أن لجنة من محافظة جدة تتكون من وزارتي التجارة والنقل والغرفة والأمانة والمرور والدوريات وإدارة الميناء، أوصت مؤخراً بتطبيق آلية لمنع دخول الشاحنات والمركبات الكبيرة في جدة، لتنظيم الحركة المرورية ومعالجة الازدحام. شاحنات في الطريق السريع قبل تطبيق النظام (تصوير: مروان العريشي)