تغيّبت «الأسر المنتجة» عن فعاليات المهرجان السياحي الذي تنظمة جمعية الثقافة والفنون والهيئة العامة للسياحة والآثار، والذي سيقام في الساحة الخارجية في قصر الإمارة التاريخي الأثري في المنطقة، في أبا السعود، ابتداء من اليوم، وحتى يوم الأربعاء المقبل، بدعم الهيئة العامة للسياحة والآثار، حيث تُعرض أهم الصناعات التقليدية والحرف اليدوية، بالإضافة إلى كثير من الفعاليات الترفيهية التي تستهدف فيه جميع شرائح المجتمع، ما بين فعاليات رجالية ونسائية، بالإضافة إلى مجموعة من حرفيي المنطقة، مع غياب حرفيات من السيدات عن المهرجان. مشاركات سابقة وتؤكد الحرفية صفية اليامي أنها لم تتلقَّ أي دعوة إلى المهرجان، وعن مشاركاتهم السابقة قالت «شاركنا في عدة مهرجانات من بينها مهرجان السياحة في أبا السعود، حيث دعمَنا حينها مدير جمعية الثقافة والفنون آل مردف، وكان ضمن منظمي هذه المهرجانات، وذكرت أم وحيد أنها شاركت في المهرجان الأول، في حين لم تُدعَ هذا العام، وفي هذا السياق، أشار آل مردف «عندما نظمنا المهرجان السابق أدرجنا الأسر المنتجة، وهذه الفكرة اقتبسناها من مناطق المملكة الأخرى، فقد قمنا بعمل بنية تحتية لهذه الأسر وقاعدة بيانات وتسويق لمنتجاتهم، فهذه المهرجانات تعدّ منصات لإبراز الحرف والمواهب وإبراز الشخص كمنتج، فمن الواجب تشجيعهم والأخذ بأيديهم، فالأسر المنتجة أصبحوا الآن مستثمرين ولابد لهم من خطط للبيع والتسويق». فرصة تسويقية فيما رحّب مدير جمعية الثقافة والفنون في نجران محمد آل مردف، بمشاركة الأسر المنتجة في المهرجان، منوهاً بأن السيدات سيعاملن أسوة بنظرائهن من الرجال، مضيفاً أن الجمعية ستخصص لهنّ يوماً، يشاركن فيه من خلال أعمالهن، مع تخصيص مبلغ مالي لكل حرفية، كدعم لها، منوهاً بأن المجتمع السعودي مازال مفتقراً إلى تقدير العمل اليدوي، وإدراك قيمته، مضيفاً «ولكني أوجه من لديها القدرة على المشاركة في المهرجان وتقديم أعمالها، فنحن نرحّب بها، فهي جاءت لتعمل تحت مظلة المهرجان دون أخذ أي رسوم مالية نظير استئجار المكان، فالحرفيات بحاجة لإبراز جهودهنّ، كما أن هذه المهرجانات تزيد مدخولاتهن، وتشكل فرصة تسويقية لأعمالهن الحرفية. بينما أوضحت رئيسة اللجنة النسائية للأسر المنتجة رفعة بالحارث، أنها لم تقدم لهن دعوة، منوهة بأنهنّ عادة لا يشاركن في المهرجانات الشبيهة، بخلاف المهرجانات الكبرى، كمهرجان الحمضيات، ومهرجان الجنادرية، وتكمل «أحياناً نكون قائمات على البرنامج وصاحب الحفل أو المنظم يقوم بإلغاء وجودنا، فقد شاركنا في مهرجان الحمضيات تحت إشراف التنمية كإدارة تشارك عن طريق الأسر وغيرها». تاريخ عريق وبيّن آل مردف أن أهم فعاليات مهرجان أبا السعود التراثي هي: تنظيم جناح الحرف اليدوية والصناعات التقليدية وجناح للتصوير الضوئي وخيمة الشعر والرواية ومحاورات شعرية وبرامج تخص الطفل والأسرة ومسرحية اجتماعية، بالإضافة إلى تقديم الفلكلور الشعبي للمنطقة بشكل يومي خلال فترة المهرجان، حيث ستكون الأيام الثلاثة الأولى مفتوحة لعامة الناس، بينما يخصص اليومان الأخيران منه للسيدات من الرابعة عصراً وحتى التاسعة مساء. ويُذكر أن قصر أبا السعود التاريخي يقع في وسط المدينة القديمة في نجران، وتم إنشاؤه عام 1363ه على مساحة تقدر ب625م2، ويحتوي القصر على 65 غرفة، كانت في حينها مقر الإمارة وبعض الدوائر الحكومية، حيث يعدّ أحد أشهر المباني التراثية في المنطقة، بسبب طريقة إنشائه المميزة، فهو مبنيّ من الطين، أما أساساته فهي من الحجارة، ولما يحويه القصر من إرث تاريخي قديم جداً، فهو يضم مسجداً وبئراً يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، مع بعض المقتنيات الثمينة.