حينما يقع أبغض الحلال بين الزوجين تتحمّل المرأة –غالبا- مسؤولية الانفصال وتدفع فاتورة الطلاق من صحتها وأعصابها، فبعد أن كانت الآمرة الناهية في منزلها تتحوّل إلى ضيفة غير مرغوب فيها في منزل أحد أقربائها وتحسب أنفاسها قبل خطواتها، فالمجتمع العربي الملائكي يرفض أن تعيش المرأة مع أطفالها بمنزل مستقل وعلى قريبها حتى لو كان غير راغب بوجودها في منزله أن يؤويها فهي «شعرة الوجه» وعلى الرجل أن يهتم بها حتى وإن كان غير مناسب لتحمّل المسؤولية. وأخبرتني إحدى المطلقات كيف انتقلت للعيش بالقرب من عائلتها بعد انفصالها، فاضطرت لدفع المال لشقيقها لتسكن بمنزل مستقل مع أطفالها وبعيداً عن زوجته التي لا ترغب باستقبالهم، فالأخ كان يبدي الامتعاض لسكنها خارج منزله بين أقربائهم بينما يأخذ المال منها في الخفاء مقابل السكوت عن عيشها بمنزل مستقل!. هذه القصّة غيض من فيض ولمحة بسيطة للواقع المرير تعيشه أغلب المطلقات وهذا الواقع يزداد سوءاً حينما تكون المرأة بلا مال أو وظيفة، فعليها العيش على راتب الضمان أو حسنات أقربائها، فمتى يتم الاهتمام بتأهيل المطلقات وتوفير مساكن لهن وأطفالهن رحمة بهن وحفظاً لكرامتهن؟