شنّ رموز تيار السلفية الجهادية في المغرب، هجوماً عنيفاً على المتعاونين مع القوات الفرنسية، في تدخّلها في مالي للقضاء على الحركات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، ورأوا أن كل من تعاون مع فرنسا كافر، وأن “الحكام المتعاونين خونة وجب خلعهم، حسب ما ينص عليه الشرع”، وأن الخطوة الفرنسية مجرد حرب صليبية. وبرأي الشيخ محمد الرفيقي المشهور بلقب (أبوحفص)، فإن ما يقع في “أرض مالي المسلمة عدوان فرنسي غاشم، وترويع للآمنين، وقتل للأبرياء والمستضعفين، وأنه جريمة شنيعة، ومنكر عظيم، وتدخّل سافر في شؤون المسلمين، لا يمكن السكوت عنه بحال، ولا تسويغه بأي مبرر”، مضيفاً أن “إثم التعاون مع هؤلاء المحتلين لا يقل عن إثم الفرنسيين، فلا يجوز بأي حال من الأحوال مظاهرة ومناصرة هذه القوى الاستعمارية في اعتدائها على بلاد المسلمين، وتدخّلها في شؤونهم، ونصوص الشريعة في هذا واضحة بيّنة لا تقبل التأويل”. ودعا أبوحفص المفرج عنه بعفو ملكي “علماء الأمة، إلى التصدي لهذا المنكر، وبذل كل الجهود لإيقاف هذه الجريمة، وصون دماء المسلمين عن القتل والسفك بغير حق، كما أهيب بمسلمي مالي أن يوحّدوا كلمتهم ويلمّوا شملهم، حتى يتمكنوا من الدفاع عن أعراضهم وأنفسهم”. أما الشيخ حسن الكتاني، فيرى أن “فرنسا كانت من أشد أعداء المسلمين، وأكثرهم إجراماً في حقهم، وأهل المغرب الإسلامي كله عانوا من احتلالها بلادَهم، وقتلها خيارَهم، واستخدامها جميع الوسائل الإجرامية في قتل الرجال والنساء والأطفال، حتى أنها أفنت قرى كاملة وقضت على قبائل بأسرها في الجزائر، وفي غيرها”، مضيفاً أن التدخل الفرنسي في الشؤون الداخلية للمسلمين في بلاد مالي، لأمر لا يمكن لأي مسلم إلا أن يستنكره”، مؤكداً أنه “ليس من حق أي أجنبي أن يتدخل في شؤون المسلمين، فضلاً عن أن يبعث جيوشه ليقتلهم ويحتل بلادهم تحت أي ذريعة، هذا ديننا وهو إجماع جميع المسلمين من جميع المذاهب”. ولم يخرج عمر الحدوشي، أحد أبرز شيوخ السلفية الجهادية، بدوره عن انتقاد المتعاونين مع فرنسا في حربها في مالي، حيث استدل بفتاوى عديد من الشيوخ المسلمين الذين يسيرون في هذا الاتجاه، ورأى أن كل متعاون مع الفرنسيين وظاهَر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم”. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، كشف في إطار استعراض الدعم الذي تحظى به بلاده، أن المغرب فتح أجواءه للطائرات الفرنسية للمرور نحو مالي، فيما أشارت تقارير إلى أن المغرب يقدم الدعم الاستخباراتي للقوات الفرنسية، بحكم المعلومات التي جمعها خلال الثلاث سنوات الأخيرة عن المنطقة، وهي المعلومات التي أسهمت إسبانيا في التوصل إلى الإفراج عن رهائنها الذين كانوا اختُطفوا في مخيمات تندوف السنة الماضية. ومن شأن المواقف التي أعلن عنها شيوخ السلفية الجهادية المفرج عنهم مؤخراً، أن تثير عديداً من التساؤلات حول خلفيات توقيت هذا الخروج العلني، خاصة وقد جرى الحديث عن وجود مغاربة في الأراضي المالية يحاربون ضد القوات الفرنسية. جنود ماليون يقومون بالحراسة في مدينة موبوكو خلال زيارة الرئيس المالي للقوات الفرنسية في المدينة (أ ف ب)