جاءني من النت مشاعر امرأة سورية تخاطب زوجَها وهي تترجم تأزم الأوضاع. بنفس الوقت ترجمت هذه المعاناة إلى جو العشرة الزوجية على نحو يترجم أحاسيس الناس في ظل الحرمان. مثلاً: عمة تقول لزوجها، وشر البلية ما يضحك، «ما بدي يّاك تكون متل الكهرباء، فجأة بتختفي من حياتي وما بعرف إيمتي بترجع…» (هذا نموذج عن وضع الكهرباء)! «بدي تهتم فيني متل القناص عيونك عليي 10/10» (هذا ينقل صبر القناص وحرصه على قتل عدوه بأشد من القط للفأر والأفعى لفريسة)! نموذج ثالث (عن الفراق وصعوبته وحين عودة الزوجة من غياب، إنه حارق مثل وقع القنابل، وهو مع العودة يذكر بعودة الإنترنت): «حسنني إنو فراقي مثل الغاز المسيل للدموع وأنك بتفرح برجعتي متل ما بتفرح برجعة الإنترنت، حسسني (اجعلني أحس) إني متل ربطة الخبز، ووقف عالدور لحتى تحصل عليي، وخبيني من عيون الناس» (نموذج الانتظار لحين الوصول إلى الحبيبة، ثم كيف الاحتفال بها والتمتع بعيداً عن عيون الرقباء والحساد)! «وداريني متل ما بتداري اللابتوب لحتى ما يخلص شحنه» (هنا كيف يتعامل الثائر والمتابع للأخبار مع جهاز الكمبيوتر المحمول)! ونموذج أخير عن الحرص على الزوجة ولكن كيف؟ تأمل التعامل هذه الأيام مع قنينة الغاز؟: «وأخيراً بدي يّاك تخاف عليي متل ما بتخاف على قنينة الغاز ان تفضى…». يأتي أخيراً التوقيع من: حلبية حرة.