ألقى الأسد خطاباً يوم الأحد الماضي، وأصر على أنه لن يتنحى، ولن يتفاوض مع المتمردين الذين يسيطرون على الريف وأجزاء كبيرة من المدن الرئيسة. ولن يفكر في اقتراح الأممالمتحدة لحكومة انتقالية بدعم من روسيا وأمريكا. وبدلاً من ذلك قال الأسد إنه سيحارب حتى النهاية. وقدمت وزارة الخارجية الأمريكية حكماً موجزاً على خطاب الأسد الذي امتد لساعة، وهو الأول منذ ستة أشهر «أن مبادرته مفصولة عن الواقع، و تقوّض جهود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، وستسمح فقط باستمرار سوريا في القمع الدموي للشعب السوري». فبعد 22 شهراً من الاحتجاجات والحرب الأهلية التي فقد فيها نظامُه استقرارَه، يقدم الأسد نفس الصيغ السياسة الفارغة والشعارات التي يطلقها على من يسميهم ب «الإرهابيين» والتي تعلق بها لفترة طويلة. وبالرغم من مكاسبهم؛ فإن المتمردين لايزالون يفتقرون للأسلحة الثقيلة التي يستطيعون من خلالها فك سيطرة الأسد على دمشق، وإيقاف المدافع والصواريخ والطائرات التي يستخدمها الأسد لضرب المدن. وفي الأسبوع الماضي قدَّرت منظمة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة عدد القتلى بأكثر من 60,000 قتيل في سوريا. وذكرت مفوضة حقوق الانسان «نافي بيلاي» أن خسارة عظيمة في الأرواح كان من الممكن تفاديها من قِبَل الحكومة السورية، لو اختارت طريقاً آخر غير الطريق الذي تسلكه الآن. وقالت «أخشى أن الآلاف سيموتون أو يعانون من إصابات مروّعة نتيجة هؤلاء الذين يعتقدون أنه يمكن تحقيق شيء بإراقة مزيد من الدماء». وأوضح خطاب الأسد أنه و زمرته لازالوا حبيسي ذلك الاعتقاد، كما ألقى الضوء على عجز الحكومة الأمريكية. واختتمت وزارة الخارجية التصريح نفسه الذي بدأ بإدانة الأسد لتقويض جهود الإبراهيمي بقولها: إن إدارة أوباما ستستمر في دعم تلك المبادرة بجانب البحث عن حل سياسي. إن الرئيس الأسد ليس الوحيد الذي يتحمل المسؤولية عن المجازر التي وثَّقتها «بلاي»، فكما قالت: «فشل الأممالمتحدة ومجلس الأمن في اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف إراقة الدماء في سوريا عار علينا جميعاً»، وأضافت أن السوريين سألوا باستمرار «أين المجتمع الدولي؟».