أدانت الخارجية الأمريكية خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصف فيه معارضيه بأنهم "دمى في يد الغرب"، وجددت الدعوة لتنحيه عن السلطة. ووصفت الخارجية الأمريكية مبادرة السلام التي اقترحها الأسد، بأنها "منفصلة عن الواقع"، و"محاولة أخرى من النظام للتشبث بالسلطة". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، إن "مبادرة (الأسد) منفصلة عن الواقع، إنها تقوّض جهود الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي وستكون نتيجتها الوحيدة استمرار القمع الدامي للشعب السوري". وبدوره أكد الاتحاد الأوروب "على ضرورة "تنحي الرئيس السوري للسماح بانتقال سياسي". واقترح الأسد في خطابه مبادرة سياسية لإنهاء النزاع في بلاده، بيد أنه اتهم معارضيه في الوقت ذاته بأنهم "إرهابيون ودمى في يد الغرب". وفي المقابل رفضت المعارضة مبادرة الأسد قائلة إنها محاولة للتشبث بالسلطة. وتوالت ردود الأفعال الدولية على خطاب الأسد، إذ وصف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ اقتراحات الأسد بأنها "وعود فارغة مفعمة بالنفاق"، وقال إن العنف والقمع هما من صنع يدي الأسد. وفي بروكسل، قال متحدث باسم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاترين أشتون، إن الاتحاد "يدقق في خطاب الأسد ليرى إذا ما كان يتضمن شيئاً جديداً، لكن موقفنا واضح وهو ضرورة أن يتنحى الأسد ليتيح المجال لعملية انتقال سياسي". أما وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، فأعرب عن أسفه لخلو خطاب الرئيس السوري "من أي إدراك جديد لواقع ما يحدث في سوريا"، وطالب بتنحيه لتشكيل "حكومة انتقالية". وبدوره قال وزير الخارجية التركي، إن ما جاء في الخطاب هو وعود مكررة ومفرغة من المضمون. وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني: إن "كل ما يريد الأسد هو قطع الطريق على إيجاد تسوية سياسية قد تتمخض عن اللقاء الروسي الأمريكي المزمع مع مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن البني قوله: "نحن قلنا عند تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأننا نرغب بحل سياسي، لكنّ هناك هدفاً خرج السوريون من أجله، ودفعوا لأجله حتى الآن أكثر من 60 ألف شهيد. السوريون لم يقدموا كل تلك التضحيات من أجل أن يعيدوا الاستقرار لنظام الطاغية" الذي يحكم سوريا. واعتبر البني أن خطاب الأسد موجه بالدرجة الأولى إلى "المجتمع الدولي الذي يقوم بجهود حقيقية لإنضاج حل سياسي يؤدي إلى تلبية طموحات الشعب السوري بإنهاء الاستبداد وعلى رأسه إنهاء نظام عائلة الأسد".