كان الشاب الفلسطيني خالد الصيدلي، يبحث جاهدا عن بعض أصناف الدواء، وهو يقف أمام رفوف في صيدلية المستشفى، التي خلت من محتوياتها، قبل أن يشير إلى الممرضة التي جاءت للحصول على الأدوية التي تحتاجها لأحد مرضاها قائلا: «أغلب الأصناف غير موجودة، إن شاء الله سيأتي الفرج»، ليعود إلى رحلة البحث عن قائمة جديدة من الأدوية لعله يجد بعضها، في ظل أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الحادة التي تعاني منها أغلب مستشفيات قطاع غزة. «الفرج» الذي تمنّاه خالد، جاء عبر مكرمة ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لدعم مستشفيات قطاع غزة بأدوية ومحاليل ومستلزمات ومستهلكات طبية بقيمة عشرة ملايين ريال، في خطوة لاقت ترحيبا كبيرا من المسؤولين الفلسطينيين في قطاع غزة. الدكتور مفيد المخللاتي، وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية بغزة، عبّر عن شكر حكومته والشعب الفلسطيني للعاهل السعودي، معتبرا أن هذه المساعدات الطبية تمثل جزءاً من المساندة المستمرة التي تدعم بها المملكة العربية السعودية، ملكاً وشعباً ومؤسسات إنسانية، صمود سكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن من شأنها تعزيز استقرار الخدمات الصحية التي تعاني من نقص حاد وغير مسبوق في الأصناف الأساسية من الأدوية والمستهلكات الطبية، جراء الحصار غير القانوني الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة للعام السادس على التوالي. النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جمال الخضري، اتفق مع المخلالاتي، على أهمية الخطوة، مضيفا ل»الشرق»: «هذه الخطوة تأتي تجسيدا لدور المملكة السعودية وعطائها المستمر، ودعمها ورعايتها للشعب الفلسطيني، وهذا جزء من تعزيز صمودنا أمام الاحتلال الإسرائيلي، ومساهمة في فك الحصار، في ظل استمرار سياسة إغلاق المعابر». ودعا الخضري، الذي يرأس اللجنة الشعبية لكسر الحصار، إلى ضرورة أن تكون هذه الخطوة نموذجا يحتذى به من مختلف القيادات والبلدان العربية لتقديم مزيدٍ من الدعم للفلسطينيين، ليس في المجال الصحي فحسب بل في مجالات أخرى مثل التعليم ومساندة جامعات القطاع، مذكراً بدور خادم الحرمين الشريفين والمملكة السعودية البارز في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في غزة. ووجّه الخضري، الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين لدعمه الفلسطينيين قائلاً: «دائما ما تكون السعودية السباقة في تقديم الدعم للفلسطينيين، وقضيتنا بحاجة إلى دعمها حتى إنهاء الحصار والاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف». سيارات إسعاف تابعة لأحد المستشفيات في غزة