لا حديث هذه الأيام إلا عن هزيمة المنتخب السعودي من العراق في البطولة الخليجية، فالجميع اتفق على تحميل المدرب الهولندي فرانك ريكارد مسؤولية هذه الهزيمة التي ستصعِّب كثيراً من مهمة الأخضر في التأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة، على اعتبار أنه تبقت له مباراتان، إحداهما صعبة جداً أمام المنتخب الكويتي حامل اللقب وصاحب الأرقام القياسية في البطولة الخليجية. صب الجميع جام غضبهم على المدرب الهولندي ريكارد، مع أنه لا يتحمل وحده المسؤولية، وكان على هؤلاء المنتقدين أن يتحلوا بالشجاعة والواقعية ويشخصوا واقع المنتخب، بدلاً من تركيز سهام نقدهم على الهولندي الذي سبقته سمعته إلى السعودية، ويملك سجلاً حافلاً كلاعب ومدرب. اختزل الجميع خسارة المنتخب في شخص ريكارد، وتجاهلوا أسباباً أخرى يعلمون قبل غيرهم أنها السبب المباشر في كل ما تتعرض له الكرة السعودية من كبوات، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، وأبرزها عدم الاهتمام بالفئات السنية، وسوء البنية التحتية المتمثلة في الملاعب والصالات الرياضية. تعددت إخفاقات الكرة السعودية، وتراجع مستواها كثيراً في الأعوام الأخيرة، وحتى لا يتواصل الغياب عن الساحة القارية والدولية، ومتى ما أعدنا النظر في كثير من الأمور فإن الكرة ستعود إلى مجدها لأنها تملك مواهب تحتاج قليلاً من الدعم والاهتمام.