أين المشكلة؟ قبل أن تجيب، اقرأ المقال حتى الآخر، أنا لا أعرف الابن النابه، أو على الأصح «الحفيد المتميز» باسل الثنيان مطلقاً، وسأروي لكم مفاجأة عن هذه المعرفة في آخر المقال، لتعرفوا كم هي الدنيا صغيرة، المهم أن «باسلَ» ظهر في حوار مع زميلنا المذيع اللامع، تركي الدخيل، في برنامجه المتميز «إضاءات»، وقد اقترح كاتبنا الجميل غانم الحمر على زميلنا وأستاذنا خالد الأنشاصي، رئيس قسم الرأي، أن تتبناه «الشرق» وتقدمه، فعرض الأمر على المسؤولين في التحرير، فأيَّدوا الأمر، وتواصل الأستاذ خالد الأنشاصي مع «باسل»، وبدأ الكتابة، وأثبت هذا «الطفل» بمقاييس العمر، أنه أفضل من كثير من أجداده «مثلي»، الذين أفنوا أعمارهم مع القراءة والكتابة، أين المشكلة إذن؟ المشكلة في عدة تعليقات منشورة على موقع «الشرق» من قرَّاء يعتقدون أن «الواسطة» هي التي قدمت «باسلَ» كما قدمت غيره!، وهؤلاء الذين يرمون هذه التهم جزافاً، هم أحد ثلاثة: إما أنهم يعرفون موهوبين في مستوى «باسل»، وربما أفضل، لكنَّنا في «الشرق» لا ندري عنهم، وواجب هؤلاء الإخوة الذين يتهمون، أن يعرِّفونا عليهم قبل الاتهام؛ ليعرفوا أولاً كيف يكون موقفنا منهم، ثم بعدها يحكمون. وإمَّا أنهم مرضى ب «فوبيا الواسطة» لكثرة ما عرفوها، وربما عانوا منها، ويظنون أنها في «الشرق» كما هي في الجهات التي عرفوها أو عانوا منها، وكجزء من علاجهم أقول: «لا واسطة في «الشرق»، لا في التوظيف، ولا في الكتابة، ولا في النشر»، فلعل الله يشفيكم من هذا الداء العُضال. وإمَّا أنهم من أعداء المواهب في بلادنا، الذين كلما رأوا إضاءة حكومية أو أهلية جماعية أو فردية سخروا منها، وقللوا من قيمتها، وسعوا إلى استفزاز الآخرين وإرشادهم إلى الثغرات المفتعلة أو المفترضة حولها، ومحاولة تكوين رأي عام ضدها لتحويلها إلى سلبية بدلَ أن تكون إيجابية، وهؤلاء لا أتمنى مطلقاً شفاءهم من هذا «المرض العُضال»، وأقول «مطلقاً»؛ لأنني أعرف بعضهم، وهؤلاء الذين أعرفهم يؤكدون لي – فعلاً – أن من مصلحة وطننا كله أن يظلوا موجودين، فقط نريد أن نعرفهم ويُعلنوا أسماءهم بشجاعة، ليس ليعاقبهم أحد – معاذ الله – ولكن فقط لنرى نهاياتهم كيف تكون؛ ليكونوا عبرة لبعضهم بعضاً، فالكل يعرف قول الراجز: اصبر على كيد الحسود فإن صبركَ قاتلُهْ فالنار تأكلُ بعضَها إن لم تجدْ ما تاْكلُهْ والآن إلى مفاجأة «المعرفة» وصِغَر «الدنيا»، بعد نشر أول مقال للحفيد «باسل»، وحاز على أكثر مقالٍ قراءةً وتعليقاً على مستوى الصحف السعودية كلها، اتصلت به أهنئه، وأثناء المكالمة قال لي: أمي تريد رقم ابنتك ريم، وأوضح قائلاً: هي زميلتها في الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية. قلت: من هي أمك؟ قال: أريج عبدالله الثنيان قلت: أبشر اتصلت بابنتي، وأبلغتها فكادت تطير عبر الأثير، «تكفى يا بوي أعطها أو أعطني رقمها؛ هذه صديقة وزميلة رائعة» أعطيت باسلَ الأرقام، ولا أعرف ماذا حدث بين «أريج وريم»؟ لكن والده «الدكتور أحمد عبدالله الثنيان» اتصل يشكرني على الفرصة المتاحة في «الشرق» لباسل، قلت له: «المتميز الكفء يا دكتور يفرض نفسه»، وذكرته بقصة عمر بن عبدالعزيز والفتى الذي قال لعمر: لو كانت الأمور بالسِّنِّ لكان في المسلمين من هو أولى منك بالخلافة!