ظهرت ثقافة الراب في العاصمة الأردنية عمان، على غرار ثقافة الهيب هوب الشائعة في نيويورك في الولاياتالمتحدة، حيث يقدم شبان عروضاً لموسيقى الراب تتحدث عن السياسة والعدل الاجتماعي. ومن هذه العروض أمسية قدمت في الآونة الأخيرة بأحد المقاهي الراقية في العاصمة الأردنية بعنوان “جرة غاز” (أسطوانة بوتاجاز). وقال منظم الأمسية عامر الطاهر إنه معروف أن جرة الغاز اسم شائع يعكس إحباطات الأردن من ارتفاع أسعار الوقود. وأضاف المنتج الموسيقي ومغني الراب، عامر الطاهر، لتلفزيون رويترز “اليوم العرض اسمه جرة غاز. حيكون فيه راب عربي، وشعر محكي، أو شعر شارع. من اسمه جرة غاز عم بيتطرق لرفع الأسعار آخر فترة، وعم بنحاول نتناول الشعر المحلي بهذا العرض أكثر إن شاء الله.” وتفجرت أعمال شغب في الأردن بحلول نهاية العام الماضي، بعد أن قررت الحكومة رفع أسعار البنزين، وغاز الطهي، ووقود التدفئة. وأغلقت الاحتجاجات الشوارع ورافقتها بعض أعمال العنف في بضعة مدن. ويقدم الطاهر عروضاً في الخفاء لموسيقى الراب في عمان منذ عام 2006. وقدم عرض جرة غاز يوم الرابع من يناير في مقهى راق اسمه بوكس آت كافي. ويقول فنانو موسيقى الراب إنه وسيلة مفيدة لتخفيف إحباطاتهم من الوضع في الأردن. وقال الطاهر “الراب انوجد ليوصف الحال. طبيعي بدون أي نوع من الرقابة. فلو حكينا سياسة بدوا يكون الوضع السياسي متأزم فرح ننقل صورة الواقع. إذا كان الوضع رايق يمكن ما نحكي سياسة”. ويقول الطاهر إن الراب العربي شكل فني جديد نسبياً، لكنه يلقى شعبية متزايدة، لأنه يوفر فرصة للشباب للتعليق على المشكلات الاجتماعية في بيئة آمنة. وتسببت موجة الانتفاضات التي عرفت باسم الربيع العربي في ظهور أنواع عديدة من الفنون وفرت للشباب منصات للتعبير عن الظلم الذي يشعرون به. ونظم أرديون احتجاجات عدة على مدى العامين الماضيين للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية والحد من الفساد. لكن الاحتجاجات التي فجرها خفض الدعم عن الوقود كانت الأعنف في المملكة الأردنية منذ تفجر الانتفاضات العربية قبل عامين، والتي أطاحت برؤساء مصر وتونس وليبيا. رويترز | عمان