تبوك – هدى اليوسف حصل على دبلوم كلية التقنية تخصص حاسب آلي بتفوق قبل نحو عام يخشى على مصيره الذي أصبح مجهولاً بعد أن رفضته شركات ومؤسسات تبوك القراش: إهمال ذوي الاحتياجات في التوظيف وإقصاؤهم من العمل سيعمِّق شعورهم بالنقص ينبغي على وزارة العمل معاقبة أي مؤسسة لا يوجد بها موظفون من ذوي الاحتياجات الخاصة ذوو الاحتياجات الخاصة لديهم طاقات إبداعية ينبغي أن يشاركوا بها في مسيرة العمل الوطني والدة عبدالرحمن: ابني ذكي وطموح ولم يجعل الإعاقة سبباً للتكاسل وندب الحظ.. وأتمنى أن يكمل نصف دينه أبدى الخريج عبدالرحمن صالح البلوي استياءه من تهرب الشركات والمؤسسات في تبوك من توظيفه بحجة أنه «معاق»، وطالب عبر «الشرق» الجهات الحكومية والمسؤولين ورجال الأعمال بالنظر في وضعه ومساعدته للحصول على وظيفة تتناسب مع إعاقته، خاصة أن مساعدة الضمان الاجتماعي التي تقدم له كل شهر لا تكفي لسد احتياجاته، مستنكراً إهمال وزارة العمل لذوي الاحتياجات الخاصة. حاسب آلي وحصل عبدالرحمن (23عاما) على دبلوم كلية التقنية من الكلية التقنية في حائل تخصص حاسب آلي بتفوق قبل نحو عام بعد معاناة وجهد بذله بمساعدة أسرته للحصول على مؤهل دراسي يؤهله للتوظيف وممارسة حياته كشخص سوي؛ حيث بحث بعد أن أنهى الثانوية العامة عن الجامعات والكليات التي يوجد فيها أقسام لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لعدم توفر أقسام لهم في كلية تبوك. مصير مجهول ويخشى عبدالرحمن على مصيره الذي أصبح مجهولا بعد التخرج، فقد تقدم إلى الشركات والمؤسسات، وعلى الوظائف الحكومية المعلنة، إلا أنه لم يوفق ولم يحالفه الحظ للتوظيف بسبب إعاقته، وأضاف أن بعض الشركات ما إن تعلم بإعاقته حتى تبادر على الفور بالاعتذار عن قبوله. تحقيق الحلم وإذا كان عبدالرحمن لا يستطيع البوح بما يعانيه بسبب إعاقته فإن الله حباه بأم حملت على عاتقها مسؤوليته منذ الصغر، وأخذت على نفسها عهدا أن لا يهدأ لها بال حتى تراه بأفضل الأحوال، فحرصت على أن يكمل عبدالرحمن تعليمه وتحدت العقبات التي واجهتهم، تقول والدة عبدالرحمن «التحق ابني بالكلية التقنية في حائل لعدم توفر أقسام لذوي الاحتياجات الخاصة في كلية تبوك ولقلة الإمكانيات المادية لوالده، وأنهى عبدالرحمن دراسته بعيدا عن رعايتي فكان مما يشد عزيمتي ويلهمني الصبر أني أراه يشق طريقه نحو تحقيق أحلامه مثل أي شاب طبيعي دون مساعدة فأرتاح وأطمئن على مستقبله وحياته؛ فتحقق حلمي بتخرجه وحصوله على شهادة تؤهله للتوظيف وأتمنى أن يجد الوظيفة الملائمة ليكمل نصف دينه؛ فعبدالرحمن شاب ذكي وطموح ولم يجعل الإعاقة سبباً للتكاسل وندب الحظ». نسبة الإعاقة وقال عضو برنامج الأمان الوطني الأسري المستشار عبدالرحمن القراش، تعليقا على قضية عبدالرحمن «المتابع لواقع الدوائر الحكومية والقطاع الخاص يجد اختلافا كبيرا فيما يخص توظيف أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة، فمن النادر أن نجد لهم عملا بسبب ما هم عليه من وضع؛ حيث أوضحت نتائج الإحصاء أن 8% من إجمالي السكان لديهم إعاقة، وأن نسبة الإعاقة بين الرجال أكثر من النساء، وأن ما يربو على نصف المعوقين 51.7% أميون، و15% أكملوا المرحلة الابتدائية، و2.1% فقط أتموا المرحلة الجامعية. وأوضح أن خطط وزارة العمل لا يوجد في أجندتها عناوين لوظائف ذوي الاحتياجات الخاصة بالشكل الذي يحفظ لهم كرامتهم المعيشية. شعور بالنقص وحذر القراش من إهمال ذوي الاحتياجات في التوظيف وإقصائهم من العمل الذي يستحقونه، فسيُعمق الإهمال في أنفسهم الشعور بالنقص وقلة الحيلة مما ينعكس على واقعهم الاجتماعي بين أقرانهم الأصحاء. وقال «نحن مؤمنون بأن الإعاقة تلغي شيئاً من الطموح الذي يأمله الإنسان ولكنها لا تقصيه عن الواقع، فكم من أبنائنا وبناتنا المعاقين حركيا أو ذهنيا لديهم طاقات إبداعية هائلة لو تم استغلالها في سوق العمل بالشكل المطلوب لأصبح لدينا إنتاج رائع بأيدي وأفكار جزء غالٍ علينا من أبنائنا. تذليل الصعاب ودعا القراش وزارة العمل أن تفتح للمعاقين أفق التوظيف وأن تسخر الإمكانات وتذلل الصعاب حتى يلتحقوا بوظائف تغنيهم عن إعانة الشؤون الاجتماعية التي لا تتعدى 800 ريال كل شهر، وقال «أبناؤنا المعاقون والمعاقات لديهم طموح نحو الاستقلالية وعدم التبعية المادية والمعنوية؛ حيث لا يقبلون بنظرة الشفقة والاسترحام التي يجدونها في أعين إخوتهم الأصحاء في المجتمع؛ لذلك فالعمل هو حق مشروع لهم يجب على الوزارة الموقرة الاهتمام به، بل ومعاقبة أي مؤسسة حكومية أو خاصة لا يوجد بها موظفون من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالوطن لا ينهض إلا بسواعد أبنائه وهم ذوو طاقات إبداعية يجب أن يشاركوا بها في مسيرة العمل الوطني». البلوي ووالدته