ارتكبت قوات الأسد مجزرة في حي دير بعلبة بحمص وقتل 227 مدنيا فيه قبل أيام بعد معارك ضارية انسحب على إثرها من تبقى من قوات الجيش الحر والثوار من المنطقة بسبب نقص الذخيرة، واعتبر مراقبون أن الهجوم الذي شنه النظام على الحي كان ردا على انشقاق قائد الشرطة العسكرية اللواء عبد العزيز جاسم الشلال ابن هذا الحي. وعلمت «الشرق» أن الجيش الحر والثوار انسحبوا من الحي، وأكد ناشطون إعلاميون من الجيش الحر ل «الشرق» أن هناك قادة كتائب في دير بعلبة تخاذلوا وتركوا مواقعهم وانسحبوا مع كتائبهم مفسحين الطريق أمام الشبيحة لارتكاب المجازر بحق المدنيين، وأكد الناشطون أيضا أن كتائب أخرى قطعت الإمدادات من السلاح والذخيرة عمداً عن المحاصرين. وأفاد ناشط إعلامي أن المدعو «أبو سايح الجنيدي» الذي يقود كتائب الفاروق التي هي جزء من الجناح العسكري للإخوان المسلمين عطل مرور 150 قذيفة «آر بي جي» ودخولها إلى حمص، وأضاف الناشط أن «الجنيدي» أقسم أنه لن يسمح بمرور طلقة واحدة إلا عبره وهو من اعتاد أن يأخذ مبلغ 25 ألف دولار عن كل شحنة سلاح بالإضافة إلى نسبه 30% من السلاح نفسه، وبحسب الناشط هدد «الجنيدي» بقصف مستودعات السلاح العائدة للجيش الحر في محافظة حمص إن لم يوافق على طلبه. إلى ذلك، اعترف بيان صادر عن المجلس الثوري العسكري بتخاذل مجموعات مسلحة عن الدفاع عن «دير بعلبة» وانسحابها دون سابق إنذار وجاء في البيان: «فوجئ المقاتلون أن حشداً كبيراً من جيش النظام الغاشم دخل من أحد المحاور التي من المفترض أن تكون مغلقة، بالتزامن مع إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ والهاونات بعيارات ثقيلة، وتنفيذ الاقتحامات من عدة محاور، فأصيب العشرات واستشهد كثيرون» وتحدث البيان عن خونة سمحوا للجيش الغاشم بالدخول عبر ممرات من المفترض أن تكون مغلقة، إلا أن البيان لم يوضح من هم الخونة. واتهم ناشط من حمص طلب عدم ذكر اسمه مع حديث مع «الشرق» الإخوان المسلمين صراحة بالتخاذل وبأنهم يقومون منذ فترة طويلة بتجنب المعارك وتخزين السلاح للمرحلة القادمة اي لمرحلة ما بعد سقوط النظام، وأكد الناشط أن معظم قادة الكتائب الميدانيين أغلقوا أجهزة اتصالهم خلال المعركة ومنهم المسؤول في المجلس الثوري العسكري، ما أتاح للنظام ارتكاب مجزرة مروعة بحق المدنيين. وفي هذا السياق قالت مصادر ل «الشرق» بأن كتائب جبهة النصرة بدأت بالتوافد إلى حمص وخاصة إلى «دير بعلبة» وأن نحو ألفي مقاتل من الجبهة دخلوا المدينة في إطار معركة تحرير حمص. وربط الناشط بين معركة «دير بعلبة» ومذبحتها، وتخاذل بعض القادة والكتائب وبين دخول مقاتلي «جبهة النصرة» إلى المدينة وحذر من ارتكاب مجازر بحق العلويين في المدينة بعد دخول «جبهة النصرة»، للدفع بالبلاد نحو الحرب الأهلية والطائفية التي تروج لها دول إقليمية وأطراف دولية، وهذا ما يسعى إليه النظام الذي يعتبر نفسه يقاتل القاعدة في سوريا لكسب التأييد الدولي له.