تعد الروائية الجزائرية «أحلام مستغانمي» امتداداً لمشروع الرواية العربية الحديثة على اعتبار أن جميع رواياتها تعالج قضايا وهموماً متأصلة في العمق الإنساني والسياسي بدءاً من روايتها الأولى «ذاكرة الجسد» وانتهاءً بروايتها الأخيرة «الأسود يليق بك» التي وقعتها مؤخراً في معارض الكتب العربية حيث القيمة المتخيلة التي تديرها بين شخصيتين تمثلان اللعبة الروائية في علاقة تكشف عن أن الرواية وقعت في الرومانسية المتدفقة التي كانت تؤرقهما وهما رجل الأعمال الغني والمطربة الملتزمة، بلغة طالما عودتنا عليها هذه الكاتبة وبحبكة ذكية تصوغها حسب الخبرة الحياتية التي تختزنها. تمثل هذه الرواية دعوة صريحة من الكاتبة إلى كل نساء العالم بالاحتفاء بالحياة والسعادة وممارسة الفرح بعيداً عن المآسي والتحديات التي يصنعها العالم ضدها، حيث نلحظ هذا الأمر في هذه العبارة المقتطفة من روايتها: «إنّ امرأة لا تخشى القتلة، تخاف مجتمعًا يتحكّم حماة الشرف في رقابه. ثمّة إرهاب معنوي يفوق جرائم الإرهابيين». لا يمكن أن تكتب رواية من خلال مشاهدات متناثرة هنا وهناك بل يجب أن يمتلك الروائي حساً أدبياً وتجربة حياتية ومنسوباً ثقافياً يرصد كل الاتجاهات السياسية والإنسانية، وكل الجراح التي تدلل على مأزق الوقوع في الخطيئة والانكسار حسب قول مستغانمي: «من الجرح وحده يولد الأدب». وهذا ما جعلها روائية مميزة متسلحة بالإبداع الأدبي.