يقيم النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، مساء اليوم الأحد، محاضرة للدكتور خالد الحليبي بعنوان «أثر الأسرة في التكوين الأدبي»، في مقر النادي في الدمام. وأوضح الحليبي ل«الشرق» : «بأن الأسرة في الماضي كانت هي المؤثر الأكبر في توجهات أولادها؛ ذكوراً وإناثاً، وهي التي تغرس الشتلات، وتظل ترعاها؛ حتى تقطف ثمراتها، بلا شريك». وأضاف قائلاً: « كان شداة الأدب في تلك الأسر؛ الذين يحصلون على دعم من مصادر أخرى مع الأسرة أكثر إثراء وقوة وتنوعاً وانفتاحاً، بل وإبداعاً. كما لم تكن الأسرة الأدبية أو العلمية مزاحمة من قبل بأي مؤثر آخر يمكنه أن ينافسها، وكان الناشئ في رحاب العلم والأدب يشعر بانتمائه إلى أسرته، وأنه فرع من شجرة عريقة، ويشعر بأنه حاملٌ لمجدها وعليه المحافظة على الأمانة، بل يجب أن يزيد عليه (كن ابن من شئت واكتسب أدباً، يغنيك محموده عن النسب، إن الفتى من يقول ها أنذا، ليس الفتى من يقول كان أبي.» كما تحدث الحليبي عن أسرة آل مبارك في الأحساء معتبراً إياها مثالاً واضحاً، وقد قال لهم أحد علمائهم في قصيدة له: (آل المبارك حاز السبق أولكم/ فهل لكم بعد في الغايات تشمار/ والخير ما زال خيراً في معادنه/ توارثته عن الأخيار أخيار). وأرجع الحليبي تغيّر الأمر في بعض الأسر الأدبية والعلمية، إلى مزاحمة التقنية للأسرة، رغم أن قليلاً منها نافع ومفيد لتلقيح الملكات، وكثير منها مشغل وملهٍ ومنافس غير شريف. ووصف سؤال «الشرق» حول الأسباب التي أبعدت أبناء الأسر الثقافية والأدبية عن الأدب، بالموجع، ووجد أن هناك منافسات كبيرة للأدب اليوم، من أبرزها التخصصات الحديثة، فبين أفراد الأسر العلمية والأدبية كثير ممن انصرفوا إلى عدد من تلك الاختصاصات؛ كالطب والهندسة والمحاماة والاجتماع، وأما التجارة، فقد سحبت البساط من تحت الأدب والعلم منذ وقت مبكر، أيام الطفرة الأولى قبل نحو أربعين عاماً، وشهدنا انطفاء أسماء من تلك الأسر كانت معدودة في رأس قائمة أدبائنا وشعرائنا ونقادنا. وأكد أن أطروحته في نادي الشرقية الأدبي ستبحث في «كيف»، وهي الأصعب، بعد أن تستجلي عدداً من الأمثلة الرائعة من الأسر التي أثرت تأثيراً مباشراً في صناعة أولادها؛ حتى أصبحوا من أبرز الأدباء والشعراء في الأدب العربي القديم والحديث».