الحمودي ليسَ كمثلِها شيءٌ في الجامعاتِ، وهي ملءُ السمع والبصر، شاغلةٌ لناسِها بما هو ليس جديراً بالاشتغال، ولمّا أن سمعَ الناسُ بذكرِها طفقت تحصّنُ نفسها رقيةً خشية أن تُزلقَ بأبصارهم! وأعدّت لنفسِها متكأ سبحانكَ ما هذه بجامعةٍ سعوديةٍ إن هي إلا جامعة كل ما فيها: «تمام»! وبرهان كونها: «تماماً في كلّ شيءٍ» بقاءُ معالي مديرِها تلك المدّة الممتدة بالطولِ والعرضِ إذ بلغت حدّاً جعلت من: «كرسيِّ» الإدارةِ فيها يتململ من سِنيِّ المكثِ عليه على الرغم من أنّ شؤون الجامعة إنما تدارُ -بالغَيْبةِ- من خلال وكلاءٍ كل واحدٍ فيهم لا يرى في شأنِ وكالته إلا النصيب المفروض بحسبانهِ حقّاً قد نالَهُ -تعصيباً- من إرث صاحب: «المعالي» الأمر الذي تحوّل على إثرهِ الطّلابُ إلى محض يتامى، وليس كأيِّ يتامى: «أكاديميّاً»، وإنما امتازوا بيُتمٍ قد ابتلوا فيه ولم يؤنس منهم للتو رُشداً إذ عادوا أدراجهم فلم يظفروا بكبير فرقٍ فيما بين: «مدرسة ثانوية» قد أتوا منها بوجوهٍ مسفرةٍ ضاحكةٍ وبين: «جامعة» سيخرجون منها بوجوه لا تحملُ أيَّ ملامحٍ يُمكن أنْ يُهتدَى بها لمعرفةِ أنَّ أصحابَ هذهِ الوجوه القلقة سبق لها أن عرفت طريقاً يأخذها نحو جامعة! فضلاً أن تكونَ قد مكثت فيها سنين عددا! إنّهم: «اليتامى» ممن قد أُكِل كلّ ما كان على موائدهم إسرافاً وبِداراً! قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لو كانت لي حياةٌ لما أقررت والياً أكثرَ من أربع سنين إن كان عدلاً مَلّه الناسُ وإن كان جائراً فيكفيهم من جوره أربع سنين»! بقي من القول: التأكيدُ على نبلِ: «الدكتور خالد الحمودي»، وعلى دماثةِ خلقهِ؛ ينضاف إليهما وعيٌ يرشحهُ لفقهِ كلام عمر لعلّه أن يكون بذلك أول مدير جامعةِ ينزِل فقهَ عمر واقعاً ربيعيّاً.