لا يعني ادعاء رمسيس الثاني الألوهيّة، وظلمه وطغيانه، أنه كان شجاعاً، بل كان ضعيف الشخصية، جباناً، لا يتخذ قراراً إلاّ بمن حوله، فقد ألَّهوه ليُسيّروه كما يريدون، وهذا ما أكّده الباحثون في تاريخ دولة الفراعنة الحديثة، التي عاصرت سيدنا موسى عليه السلام. البعض من فراعنة (الأمانات) لدينا، والذين «ضلّلوا» وزارة « البلديات» والعالم أجمع بحلول وهمية للبناء في بطون الأودية، هم، أيضاً، أشباه لرمسيس الثاني، من حيث البطانة (الطحلبية) التي التفّت حولهم فأغرقتهم بعد أن أغرقت (مدائنهم). هل يحق للناس، بعد هذا، أن يصفوا من يرونه (متنفذاً) ب«فرعون» زمانه؟ بعد أن عرفوا أن ذلك الفرعون ما كان إلاّ دُمية في أيدي النساء والبطانة الفاسدة التي أوصلته إلى الهلاك؟ هناك مَن يرى أنه «فرعون» زمانه، على تفسيره الخاطئ، ولكنه، في النهاية، سيلقى المصير ذاته، فإن لم يكن بالغرق، فبأي وسيلة أخرى، تعددت الأسباب والموت واحد. يتضح أن فراعنة زماننا من (المتنفذين)، هم أعتى من فرعون مصر، أقَلّها أن فرعون مصر أغرق نفسه وحاشيته، أما هؤلاء فقد أغرقوا مُدُناً بكاملها، فرعون مصر ما كان حيلته إلا «حنطور» يجره حصان، أما هؤلاء فيركبون (أطلق) الموديلات الفارهة من السيارات، إذن، لا للتفاخر بفراعنتكم يا أبناء مصر، فإذا كان هذا هو رمسيس الثاني، فما بالكم بالبقية؟ حتى وإن قلتم: «لقد شيدوا الأهرامات»، فلدينا أعتى!