افتتح وزير رفاهية المجتمع الإندونيسي، الدكتور أجيونج لاكسونو، اليوم الإثنين، المؤتمر العالمي “الفتوى وضوابطها”، الذي يرعاه الرئيس الإندونيسي، وتنظمه رابطة العالم الإسلامي، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية في فندق بروبودوم بجاكرتا. وبدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم، ثم ألقى الدكتور “سوريا دارما علي”، وزير الشؤون الدينية في إندونيسيا، كلمة رحب فيها بوفد رابطة العالم الإسلامي برئاسة أمينها العام، وبعقد هذا المؤتمر في إندونيسيا، مثنياً على دور الرابطة في خدمة الإسلام والمسلمين. وأكد أهمية تعاون وزارته مع رابطة العالم الإسلامي، وتعاون الرابطة مع حكومة إندونيسيا، مشيراً إلى موقع الرابطة الكبير لدى شعب إندونيسيا وحكومتها ومؤسساتها الإسلامية. وبين الدكتور “سوريا دارما علي” أهمية الفتوى من الاستنباط من كتاب الله وسنه رسوله – صلى الله عليه وسلم -، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يعتبر مناسبة جيدة لاجتماع العلماء لتبادل الأفكار، واتحاد كلمة المسلمين. وألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور “عبدالله بن عبدالمحسن التركي”، كلمة أكد فيها أن الفتوى لها أهمية كبرى في دين الله، وفي حياة المسلمين، إذ بها يعبد الله سبحانه عبادة صحيحة توافق ما شرع، وبها يعلم الحلال من الحرام، والقرآن هو الأصل الأول في معرفة ما شعر الله لعبادة، تتلوه السنة النبوية، حيث اشتملت نصوصها على علل معقولة، ومعان تناسب أحكامها تهدي الفقهاء إلى الاستنباط منها، والتفريع عليها، لاستجلاء أحكام ما يعرض للناس من أقضية ونوازل لا تتناهى، ولهذا فإن حاجة المسلمين إلى الاجتهاد والفتوى حاجة مستمرة متجددة لا يسدها إلا تحصيل الكفاية من العلماء الأكفاء في كل عصر. وأضاف التركي أن مقام الفتوى عظيم، وشأنها خطير، فالمفتي قائم مقام النبي – صلى الله عليه وسلم – في بيان الشرع، بل موقع عن رب العالمين، والله تعالى أحق من يحذر أن يقال عليه بغير علم، وأولى من يحاط في نسبة الأحكام إليه، حيث كان السلف، رحمهم الله، أشد أجيال الأمة ورعاً في شأن الفتوى، وتهيباً لمقامها. وبين التركي أنه في ظل تطور تقنية الاتصال والمعلومات وانتشار البث الفضائي أصبحت الفتوى تواجه مشكلات وحيثيات جديدة أفرزتها هذه التطورات تستدعى من أهل التخصص جهوداً نوعية من الأبحاث والدراسات التقويمية تهدى إلى ضبط الفتوى، وترشيد ممارستها، ونشرها، بحيث تكون مصونة من التسيب والابتذال، مع استثمار التقينة الحديثة في التعاون والتنسيق بين جهات الإفتاء المختلفة، من الأفراد والهيئات، حتى لا تتضارب الفتوى تضارباً يستغله من يريد أن يشتت على الأمة أمرها. بعد ذلك ألقى وزير رفاهية المجتمع الإندونيسي، الدكتور “أجيونج لاكسونو”، كلمة رئيس الجمهورية الإندونيسية، الدكتور “بوردبونو”، نقل فيها تحيات رئيس الجمهورية الإندونيسية، ونائب رئيس الجمهورية الإندونيسية. وأشار الدكتور “أجيونج” إلى أن الشعوب تعلم بأن الفتوى والحكم الشرعي هما الحل للمشاكل المنتشرة في الأمة الإسلامية، خصوصاً في وقتنا الحاضر، وقت الانفتاح الإعلامي، ولمواجهة هذه التحديات يجب أن تكون الفتوى تحت قيادة العلماء الذين يعلمون بشرع الله. ثم تم تدشين موقع الإعلام الإسلامي “إسلام ميديا”. وبدأت الجلسة الأولى بإدارة الدكتور “صالح بن زابن المرزوقي”، التي قدم فيها كل من الدكتور معروف أمين بحثاً بعنوان “الفتوى وأهميتها في أسس الشريعة الإسلامية في سياق الدولة القومية”، وقدم الدكتور “عابد السفياني” بحثاً بعنوان “الفتوى وأهميتها”، كما قدم الدكتور “عبدالناصر أبو البصل” بحثاً بعنوان “الفتوى وتأكيد الثوابت”، أما الدكتور “عادل بن عبدالقادر قوتة” فقدم بحثاً بعنوان “فتاوى الفضائيات وآثارها”. جانب من حضور المؤتمر العالمي للفتوى وضوابطها في جاكرتا (الشرق) مكةالمكرمة | نعيم تميم الحكيم