قال مسؤولون في باكستان، أمس، إن مجموعة من المقيمين في إقليم السند، جنوبي البلاد، انتزعت رجلاً متهماً بالتجديف من داخل قسم الشرطة وأضرمت فيه النار حتى مات حرقاً. وسلم بعض السكان المحليين الرجل، الذي لم يُفصَح عن هويته، للشرطة أمس الأول، متهمين إياه بازدراء الإسلام بحرقه نسخاً من القرآن. وقال مسؤول محلي في منطقة دادو إن القرويين، وبينهم شيخ مسلم، «اقتحموا مخفر الشرطة وأخذوا المتهم خارج السجن وأحرقوه حياً». ووقع الحادث، الذي يخضع للتحقيق حالياً، في قرية نائية على مسافة حوالي 225 كيلومتراً شمال شرق مدينة كراتشي الساحلية جنوبباكستان. ونقلت صحيفة «سند إكسبريس» عن الشيخ في القرية، عثمان ميمون، قوله إن الرجل المقتول، وهو على ما يبدو عابر سبيل، قضى ليلة بمفرده داخل مسجد، قبل أن يتم العثور على نسخ محروقة من القرآن صباح اليوم التالي. ونقلت الصحيفة عن قائد الشرطة المحلية، غلام مصطفى تونيو، قوله إن أكثر من مائتي رجل تملّكهم الغضب اقتحموا المخفر، حيث فاقوا رجال الشرطة فيه عدداً. وتم بالفعل القبض على عشرات منهم لاحقاً بتهمة القتل، في حين وُجِّهَت اتهامات لرجال شرطة المخفر بالإهمال. وهذه الحوادث ليست بأمر جديد على باكستان، حيث قُتِلَ رجل حرقاً في يوليو وسط مدينة باهاوالبور بسبب تدنيسه القرآن. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن ما لا يقل عن أربعين شخصاً قُتِلُوا بسبب التجديف في باكستان منذ عام 1986، عندما أصدرت البلاد قوانين لهذا النوع من الجرائم. وكان من بين الذين قُتِلُوا في مثل هذه الجرائم عضو مجلس الوزراء المسيحي شهباز بهاتي، الذي اُغتيل بالرصاص في العاصمة إسلام أباد عام 2011 بعد مطالبته بإدخال تعديلات على القوانين التي يواجه المتهم بموجبها عقوبة الإعدام. وفي وقت سابق هذا العام، تصدرت فتاة مسيحية في سن المراهقة عناوين الأخبار في أنحاء العالم بعد اتهامها زوراً بتدنيس القرآن، إلا أن المحكمة برّأت ساحتها في وقت لاحق.