يرى المخرج السينمائي عبد الله آل عياف أن معظم الأفلام السعودية، إن لم يكن جميعها، تصنع كي تشارك في مهرجانات خارج السعودية. وأرجع آل عياف ذلك لعدم وجود منصات، أو قنوات، يشارك فيها السينمائي داخل البلد، مضيفاً أن عدم وجود نادٍ رسمي لمتابعة المشروعات الجديدة، أو معهد متخصص لتخريج كتّاب السيناريو، جعل المشاركة في الأفلام تقتصر على المعارف من الممثلين الذين يعرفهم المخرج، ولذلك نجد الأسماء تتكرر في أكثر من عمل. غياب الصناعة عبدالله آل عياف وأشار آل عياف إلى عدد من المشكلات التي تواجه السينمائيين السعوديين، ومنها عدم وجود صناعة سينمائية، وغياب دعم الدولة لها، وإحجام القطاع الخاص والشركات الكبرى عن دعم الثقافة، وعدم وجود أقسام في الجامعات تدرِّس الفن السينمائي، وعدم وجود مهرجانات، وهذه العوامل جعلت الحظ وحده مَنْ يساعد في دخول أسماء جديدة في هذا المجال. ولفت آل عياف إلى الخشية من خلط المشاهد بين الأفلام القصيرة والفلاشات السريعة، على رغم ما يحمله اليوتيوب من جانب إيجابي جداً في هذا المجال، مشدداً على ضرورة أن يشرح مخرج الفيلم ذلك في مقدمة الفيلم، بتوضيح فائدة لحظات الصمت في الدقائق الأولى من الفيلم القصير، الذي تظهر فيه رؤية المخرج، بخلاف الفلاشات التي تجعل المشاهد هو الفيصل فيها. وقال «أنا سعيد بانتشار ثقافة الإنترنت واليوتيوب، التي أصبح السعوديون معها أسياداً متميزين في العالم»، متمنياً أن يشاهد تنوعاً في الأفلام التي تعرض، من مونوبولي، ودراما حزينة، وكوميديا، وأفلام وثائقية. غياب الدعم علي الحمادي ومن حديثه مع السينمائيين في برنامجه «سينما شبابية»، أوضح معد ومقدم البرنامج محمد الحمادي أن عدم الاعتراف بالسينما في السعودية هو أكبر معضلة تقف حائلاً أمام انطلاق الإنتاج السينمائي، رافضاً الربط بين وجود دور العرض في أي بلد، وبين جودة الإنتاج الذي يحتاج إلى إمكانات مادية. وشرح الحمادي حديثه قائلاً «لن أدخل السينما لأرى فيلماً مدته ثلاث دقائق، وأكثر الدول تعرض الفيلم القصير قبل عرض الفيلم الأساسي»، مشيراً إلى ذهاب عدد من المخرجين السينمائيين إلى رجال أعمال بهدف دعمهم مادياً، إلا أنهم قوبلوا بالرفض لعدم وجود دور عرض سينمائية تعوضهم عن حجم التكلفة. كما أضاف الحمادي أن أغلب ما يعانيه السينمائيون عدم وجود مظلة رسمية تحتويهم، إضافة لافتقادهم إلى معاهد تعمل على تطوير إبداعاتهم، لذا نجد أغلب الأفلام غير متقنة، ولا ترتكز إلى أسس واضحة، وإنما ناتجة من اجتهادات شخصية، موضحاً أن الأفلام القصيرة أصبحت فلاشات سريعة. وعن عرض الأفلام في موقع اليوتيوب، قال الحمادي إن اليوتيوب هو المتنفس الوحيد، فهو صالة عرض السعوديين الوحيدة، لكنه سلاح ذو حدين، وسلبياته أنه يعرض الجيد والسيئ، ويخلط بين ما يتم تصويره بالجوال، كمقاطع، وبين الأفلام القصيرة، منوهاً إلى أهمية إعادة تنشيط مهرجان الدمام الذي تم إيقافه. السينما صناعة وفي حين أكدت المخرجة هيفاء المنصور عدم وجود فرق بين المخرجين في المعاناة، لعدم وجود السينما في السعودية، باعتبار أن السينما مازالت فناً جديداً مختلفاً، بخلاف التلفزيون الذي وجد له مجالاً كونه تأسس منذ فترة، مضيفة أن عدم وجود دور لعرض الأفلام السينمائية أغلق مجال الاستثمارات السعودية في صناعة السينما. وأشارت المنصور إلى أن أبرز المعوقات التي يعاني منها المخرجون السعوديون من الجنسين، وعلى حد سواء، هو شح الممثلات السعوديات، إضافة إلى شح الموارد، بل غيابها تماماً، وعدم وجود الطاقم الفني المتكامل المتخصص في صناعة السينما.