نثر المخرج السينمائي عبدالله آل عياف الملح على جروح السينما في السعودية وزادها أوجاعا وألما عندما حذر في حديثه ل»شمس” أن يتحول الإنتاج المحلي للتهريج والتجارة، مستشهدا بكثرة إنتاج الأفلام السينمائية القصيرة وقال: المال عندما يدخل السينما ولا يوجه التوجيه الصحيح فإنه يجني عليها، وتابع: “صناعة السينما تتكون من دور سينما وثقافة سينمائية ومنتجين، وبما أن دور السينما ليست موجودة فأنا كمنتج لن أنتظر أن تفتح دور السينما”. وتحدث آل عياف عن تجربته السينمائية وعن السينما المحلية في مقر نادي الأحساءالأدبي بمدينة (الهفوف)، وأوضح أن السبب في انطلاقته هو حضوره لمهرجان دبي السينمائي (2006) وبعد رجوعه تساءل مع أصدقائه عن المانع من إنتاج أفلام سينمائية، ومن هنا انطلقت لديه الفكرة فصنع فيلمه الأول (السينما 500 كم). وذكر آل عياف أن الكتاب امتدحوا قضية الفيلم أكثر من الفيلم نفسه فنيا، إلا أنه من أوائل التجارب السينمائية السعودية أصبح يحظى بالاهتمام لدى الكثير من المهرجانات، مستدلا بأن فيلم (السينما كم 500) عرض في فرنسا وذلك في مهرجان القارات الثلاث السينمائي، ولاقى الفيلم حصة الأسد من الاهتمام الإعلامي، كما لاقت التجارب السعودية الاهتمام نفسه. وعن سبب اهتزاز الكاميرا في الفيلم قال: “تعمدت جعل الكاميرا مهزوزة وذلك للدلالة على أننا في البدايات، بعد ذلك أنتجت سنة 2007 فيلم (إطار) وهذا الفيلم لم يكن له جنسية محددة؛ حيث إنه يتحدث عن شخص يعيش مؤطرا بماضيه، ولاقى إعجاب المشاهدين، وأنتجنا فيلم (مطر) الذي يتحدث عن طفلين، طفل بدأ يفتح من العمى وآخر أصبح أصم وركب له سماعات آذان ومن هنا تنطلق أحداث الفيلم”. وعن تجربته الجديدة لسنة 2010 فيلم (عايش) الذي تم عرضه لأول مرة في نادي الأحساءالأدبي ولاقى إعجاب الجمهور قال: “الفيلم يتحدث عن رجل في الأربعينات من عمره يحرس ثلاجة الموتى، ثم ينتقل لحراسة المواليد بنفس المستشفى لتبدأ معه التغيرات والأحداث، وهو من بطولة الفنان إبراهيم الحساوي”. وذكر آل عياف أنه تمنى أن يصور الفيلم في محافظة الأحساء لأنه ولد فيها وترعرع فيها قبل أن ينتقل إلى مدينة الخبر، إلا أن الأمور (اللوجستية) كوجود مستشفى خاص أو عام يقبل أن تصور أحداثه فيه حالت دون ذلك.