أكثر من 73 مليونا ونصف المليون اشتراك في الاتصالات المتنقلة والثابتة والإنترنت في المملكة العربية السعودية حسب النشرة الصادرة عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بنهاية الربع الثالث من العام الحالي، وإذا أضفنا إليها حوالي ستة ملايين مستخدم للإنترنت في خدمات القطاع العريض وهو ما يعادل نصف الأسرة السعودية الذين يستخدمون الدي إس إل باشتراك واحد في المنزل أو العمل فإن المجموع يصل إلى حوالي ثمانين مليوناً دون احتساب برامج الاتصال المجاني عبر الإنترنت مثل الواتس اب والتانقو والفايبر والبلاك بيري وغيرها. وإذا عرفنا أن عدد سكان المملكة بلغ عام 2011 نحو 28 مليوناً من سعوديين ومقيمين واستثنينا منهم نحو ثلاثة ملايين هم مجموع الأطفال دون سن الدراسة والسنوات الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية وكبار السن الذين لا يستخدمون شبكات الاتصالات، وعلى اعتبار أن خدمات الاتصالات عمت كل شبر في أرجاء البلاد فإن صافي المستخدمين من السكان يبلغ 25 مليوناً، وبقسمتهم على عدد الاشتراكات فإن كل فرد في السعودية لديه نحو 3,2 اشتراك في الاتصالات بمختلف أنواعها، ولو كانت لدينا إحصائية كم ساعة يومياً يقضيها الفرد في استخدام 3.2 اشتراك هي تقريباً جوالان يتحدث بهما واشتراك في الإنترنت ومحادثات عبر الشبكة العنكبوتية في الشبكات الاجتماعية أو الماسنجر أو الواتس والبلاك بيري، وعرفنا نسبة ما يقضيه في الحديث والدردشة من مجموع عشر ساعات يقضيها في النوم والأكل والنظافة وسبع ساعات في الدراسة أو العمل وساعة في المواصلات، فإن بقية الساعات لا تكفي للمذاكرة والتواصل الأسري والمجتمعي والتفكير والإبداع وأداء الواجبات وممارسة الرياضة والهوايات واكتشاف القدرات والاسترخاء، وهذه جميعها تتراجع على حساب المحادثات الإلكترونية الصوتية منها أو المرئية أو المكتوبة، ولذلك أصبحنا نرى الناس يجلسون في مكان واحد وهم في جزر منفصلة مجتمعين بأجسادهم وأعينهم على الجهاز المحمول بأيديهم في علاقات ودردشات أفقية تمتد إلى العالم كله ولا تحفر في العمق.