تجددت أحداث العنف في محافظة الإسكندرية بين مؤيدين ومعارضين لمشروع الدستور الجديد، فيما استنكر القيادي الجهادي السابق، والمتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، كمال حبيب، الوجود الكثيف للفصائل السياسية في الشارع. وتوقع حبيب، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن يؤدي هذا الوضع إلى العنف والانقسام، داعياً إلى عدم إراقة نقطة دمٍ واحدة. وشدد على رفضه التام لمسألة السيولة في الشارع، واعتبر أنها تتسبب في فتح أبواب عنف لا حاجة للمصريين إليها الآن، خاصة مع انطلاق المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور اليوم السبت. وشهد محيط «مسجد القائد إبراهيم» في محافظة الإسكندرية أمس اشتباكات حادة وعنيفة بين مناصرين للتيار الإسلامي ومعارضين للرئيس المصري محمد مرسي، وتدخل الأمن لفض الاشتباكات، وأطلق الغاز المسيل للدموع على الطرفين، فيما أعلنت مصادر طبية أن 11 شخصاً أصيبوا في المصادمات التي وقعت خلال فعاليات أطلق عليها إسلاميون «تظاهرة الدفاع عن العلماء والمساجد» في الإسكندرية رداً على محاصرة مسجد القائد إبراهيم من قِبَل معارضين للإخوان قبل أسبوع. وذكرت المصادر أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات للعلاج، في حين أقامت قوات الشرطة حاجزاً من جنود الأمن المركزي بين طرفي الاشتباك. وقال كمال حبيب، وهو وكيل مؤسسى حزب «السلام والتنمية» الإسلامي، «أنا ضد مسألة الاندفاع من أي طرف كان، إسلامي أو غيره، وضد وجود مئات الآلاف في الشارع؛ لأن ذلك يفتح الباب لأطراف لأخذنا إلى مسار العنف وحدوث انقسام وإضرار باقتصاد البلاد». وتابع حبيب «أطالب صناع السياسة في الشارع المصري بدعوة الناس لبناء مؤسسات الدولة». وحول ما إذا كانت هذه الأحداث ستؤثر على المرحلة الثانية من الاستفتاء؛ قال حبيب «لا أعتقد أنها ستؤثر، ولكنها ستعطي مشهداً غير جيد، وستصيب المواطنين بالإحباط؛ لأن المشاهد التي يراها الناس تجعلهم غير راضين عن الوضع في البلاد وتصيبهم بنوع من فقدان الأمل، وعلى الدولة والسياسيين إعطاؤهم الأمل». وتبدأ المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور اليوم في 17 محافظة أبرزها المنوفية وكفر الشيخ والجيزة. واستبعد حبيب أن تصبَّ أحداث العنف في الشارع في صالح طرف من أطراف العملية السياسية خلال عملية التصويت في المرحلة الثانية. وحصل مشروع الدستور الذي يؤيده التيار الإسلامي، وفي القلب منه جماعة الإخوان المسلمين، على تأييد 56.5 % من إجمالي أصوات المرحلة الأولى للاستفتاء، وهي نسبة ضئيلة للغاية بحسب توقعات التيار الاسلامي. في سياقٍ متصل، رفض حبيب أن توجِّه المساجد الناخبين وتطالبهم بالتصويت ب «نعم» على الدستور أو ب «لا»، وطالب الشيوخ بالدعوة إلى المشاركة دون توجيههم، قائلاً «الداعية مثل القاضي، فالدعاة والمشايخ من المفترض ألا يقفوا في طريق فريق لحساب الآخر بسبب الاصطفاف السياسي، فالمسجد عليه أن يجمع الناس على شيء ولا يفرقهم». وتعقيباً على خطبة الشيخ أحمد المحلاوي بمسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية أمس، والتي رأى فيها أن الدين لا ينفصل عن السياسة، قال حبيب «لست مع أن يتم فصل المسجد عن الشأن العام، والسياسة شأن عام»، لكنه أضاف «هناك فرق بين حديث المشايخ في السياسة، وتوجيه الناس إلى سلوك سياسي معين».