يتوجه نحو 26 مليون مصري صباح اليوم للتصويت على مشروع الدستور الجديد في المرحلة الثانية، وهى حاسمة لأن بعدها مباشرة سيعلن عن النتائج النهائية للعملية الانتخابية إما بإقرار الدستور المختلف عليه بين القوى السياسية أو الذهاب إلى انتخابات مباشرة لاختيار مائة عضو بطريقة الاقتراع السري المباشر لوضع دستور جديد. ويخشى المؤيدون من فراغ دستوري إذا رفض الشعب المشروع المطروح للاستفتاء، فيما يخشى المعارضون من تمرير دستور يكرس للديكتاتورية حسب وجهة نظرهم. تشمل المرحلة الثانية 17 محافظة هي: قنا - بني سويف - المنيا - المنوفية - البحيرة - دمياط - الوادي الجديد - البحر الأحمر - الفيوم - كفر الشيخ - الجيزة - بور سعيد - السويس - مطروح - الأقصر - القليوبية - الإسماعيلية، ويكون التصويت فيها لمدة يوم واحد، وستعلن النتائج النهائية بعد نهاية فرز المرحلة الثانية. القراءة الجغرافية للمرحلة الثانية - بعيدا عن الجيزة - تكشف أنها تضم محافظات الريف في الدلتا والصعيد إلى جانب المحافظات الصحراوية. وقد شهدت مصر حالة من الاحتقان وسخونة في المشهد السياسي، بعد انقسام القوى السياسية والسلطة على مدى صلاحية هذا الدستور للمرحلة الحالية، حيث بدأ تيار الإسلام السياسي في حشد أنصاره للتصويت بنعم، بينما بدأ الجانب الآخر من معارضيه الدعوة إلى مقاطعة الاستفتاء نهائيا، وانقسم القضاة أيضاً على أنفسهم، فمنهم من وافق على الإشراف على الاستفتاء، بينما تمسك الجانب الآخر برفضه عملية الإشراف وقال المستشار سمير أبو المعاطي، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، إن اللجنة ستقوم باحتساب نسبة تصويت الناخبين في هذا الاستفتاء بمقياس نسبة الأغلبية المطلقة، والتي تمثل 50% من عدد من حضروا عمليات التصويت + 1، وأن من يمتنع عن التصويت يعتبر بمثابة التصويت بالموافقة، وذلك لمعرفة نسبة من قاموا بالتصويت «بنعم»، ومن صوتوا ب»لا»، مشيرا إلى أنه يجب على جميع الناخبين الخروج والتصويت في الدوائر الانتخابية التي ينتمون إليها، حيث يحظر على الناخب التصويت في غير موطنه الانتخابي ضمانة للنزاهة والشفافية وأن كل لجنة فرعية ستعلن نتائج الفرز بعد غلق اللجان، إلا أنه لن يتم إعلان النتائج رسمياً إلا عقب الانتهاء من المرحلة الأخيرة من عملية الاستفتاء بيومين، بما فيها نتيجة المصريين بالخارج، وذلك في مؤتمر صحفي عقب انتهاء الاستفتاء. إلى ذلك استعدت القوات المسلحة، وجهاز الشرطة المدنية لتأمين المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور الجديد، من خلال تأمين المنشآت الحيوية واللجان الانتخابية، بعد الانتشار في 17 محافظة مختلفة على مستوى الجمهورية، بمشاركة أكثر من 250 ألف ضابط وصف ضابط وجندي من الجيش والشرطة و6 آلاف مركبة من أنواع مختلفة تابعة للقوات المسلحة التي تشارك وحدها بنحو 120 ألف ضابط وصف وجندي، وذلك لتوفير المناخ الآمن للمواطنين للإدلاء بأصواتهم في ضوء التنسيق مع وزارة الداخلية واللجنة العليا للانتخابات، كما أنهت الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية الموجودة في جميع أنحاء الجمهورية استعدادها للانتشار وتأمين عملية الاستفتاء بكل محافظات الجمهورية، التي تضم 351 لجنة عامة 9334 مركزاً انتخابياً و13099 لجنة فرعية. تراشق مؤيدون ومعارضون للرئيس المصري محمد مرسي بالحجارة أمس الجمعة في مدينة الإسكندرية ثاني كبرى مدن البلاد عشية المرحلة الثانية والأخيرة من الاستفتاء على مسودة دستور أعدتها جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون وقسمت البلاد. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع للفصل بين عشرات من المعارضين وآلاف الإسلاميين الذين اشتبكوا تحت المطر قرب مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية أمس، وقال مسؤولون صحيون إن أكثر من 40 شخصا أصيبوا.