تبدأ في اليوم التالي لدخول «الأخ» إلى جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، وبالتالي الانتماء الرسمي إلى واجهتها السياسية والاجتماعية «حركة حماس»، عملية إعداد وتجهيز واختبار، ترتبط بالتعرف على المدى الذي يمكن له أن يترقى إليه «الأخ» داخل الجماعة، وما يمكن أن يتحمله من المسؤوليات ضمن عمل حركة حماس المتشعب والكبير. ويقول عضو في الإخوان المسلمين في فلسطين يفضل أن يشار له باسم «الشيخ»، ويعمل ضمن منظومة جذب وإعداد الكوادر داخل الجماعة وصولاً للبيعة، ومن بعدها تحديد خطوات الترقي والصعود داخل هيكلها. «ماذا بعد البيعة ؟» يطرح «الشيخ» السؤال بمفرده ويبدأ في الإجابة، «ينتقل «الأخ» بعد البيعة إلى مرحلة مدتها ثلاث سنوات يتلقى فيها تعليماً داخلياً في المساجد، ويدرس خلالها ما يقارب أربعين كتاباً إسلامياً متنوعاً، لكي يبدأ في تكوين ثقافة إسلامية عميقة، وفي هذه المرحلة تستخدم مجموعة من الأساليب والوسائل التربوية لصقل شخصية «الأخ» مثل المخيمات المغلقة، وما يعرف بالكتيبة الإيمانية والرحلات، إضافة للندوات التي يحاضر فيها قيادات من الجماعة وحركة حماس مع استمرار جلسات الأسر التي تعد العمود الفقري لعملية التربية والتطوير داخل الجماعة». وخلال هذه الفترة كما أكد «الشيخ» يبدأ مَنْ هم في رتبة أخ في تولي مسؤولياتهم حسب مواهبهم وقدراتهم القيادية، منهم مَنْ يكون قائداً لأسرة تنشيطية، والتي يتم خلالها تأهيل الأشخاص المرشحين للبيعة، ويتم تقييم أداء «الإخوان» ومستوى تحصيلهم أولاً بأول على مدى هذه السنوات الثلاث استعداداً لانتقالهم لمرحلة جديدة من التحضير ليرتقي كل منهم إلى مرتبة «نقيب». ويربط «الشيخ» بين ارتقاء «الأخ» إلى مرتبة «نقيب» ومن بعدها إلى مرتبة «رقيب»، وبين عملية طويلة من الدراسة والتأهيل والتربية والاختبارات التي تستمر في الرتبة الأولى مدة تصل لأربع سنوات، تركز على التعمق في فكر حركة الإخوان المسلمين، ويتحمل خلالها «النقيب» مهمات أكبر سواء على مستوى التنظيم أو على المستوى العسكري إذا كانت له ميول وطاقة لهذا العمل، وفي أحيان كثيرة يجمع «الأخ» بينهما. أما الوصول إلى مرتبة «رقيب»، فهي مرتبطة بثلاث سنوات أخرى من التأهيل والعمل الجاد والاختبارات والترشيحات كون هذه المرتبة تتحمل مسؤوليات قيادية، وعبرها تتم عملية الانتخابات الداخلية في حركة حماس لاختيار مجالس الشورى، وبالتالي فإن مَنْ يصل لهذه المرتبة يكون قد فتح له الطريق للوصول إلى أعلى المراتب سواء في الجماعة أو في حركة حماس. ويوضح «الشيخ» أن الانتخابات الداخلية في حركة حماس تجرى كل أربع سنوات، وفي جميع مجالس الحركة وأذرعها، ويميزها أنها تتم بالسرية في إجراءاتها ووقتها ونتائجها، كما أن الانتخابات في حماس لا ترشيح فيها ولا دعاية انتخابية، وبالتالي يكون للفئة التي يتم الانتخاب عبرها أهمية كبيرة في حسم أعضاء مجالس الشورى للمناطق المختلفة، التي يرشح عبرها أعضاء مجلس شورى الحركة الذي يختار بدوره أعضاء المكتب السياسي للحركة، وهو ما يعد قمة الهرم التنظيمي لدى حماس.