كشفت مصادر نقابية وصحافية ل»الشرق» عن أن جهات أردنية رافضة للتدخل الأجنبي في سوريا تضغط على الحكومة الأردنية لتأمين ما تصفه بتمثيل أكثر توازناً في الوفد الأردني المشارك في البعثة العربية لتقصي الحقائق في سوريا. وقالت المصادر أن تلك الجهات التي يؤيد بعضها علناً النظام في دمشق تحاول إشراك مقربين منها في البعثة الأردنية. ومن ناحية أخرى كشفت مصادر حكومية مطلعة ل»الشرق» أن القائمة الأردنية شبه جاهزة، وأنها في عهدة رئيس الوزراء شخصياً، وليس لدى وزارة الخارجية كما هو متوقع، مما يشير إلى الأهمية الكبرى التي يوليها الأردن لهذه المهمة. وتتحفظ الجهات الأردنية على إعلان أسماء المشاركين في الوفد الأردني، حيث لم يتم الإعلان عنها حتى مساء أمس، في حين يتوقع أن يحصل ذلك خلال اليومين المقبلين. ويشهد الشارع الأردني تأييداً للثورة السورية يتمثل القسم الأكبر منه في الحركة الإسلامية ومؤيديها، فيما يركز تيار آخر على رفض التدخل الأجنبي في سوريا، ويمثله القوى اليسارية والقومية ومؤيدوها، حيث يصل بعضهم إلى حد اعتبار ما يجري في سوريا مؤامرة لتفتيت الدولة السورية. إلى ذلك قال الناطق باسم الحكومة الأردنية وزير الإعلام راكان المجالي ل»الشرق» أن الجامعة العربية ستعطي الأردن تمثيلاً أكبر في البعثة، حيث يصل حجم الوفد إلى 15 مشاركا مقارنة مع عشرة لكل دولة أخرى، وذلك لاعتبارات تتعلق بالجوار وبالعلاقات الاستثنائية بين الأردن وسوريا. وحول طبيعة المشاركين في الوفد الأردني قال المجالي أنه سيضم قانونيين وصحفيين وموظفين في الخارجية الأردنية، إضافة إلى متقاعدين عسكريين لهم خبرة في بعثات الأممالمتحدة. وأضاف المجالي أن الأردن سيستمزج السوريين في تأمين دخول من يرغبون في التغطية الصحفية، وهو ما يعني إنهاء الحظر الذي تفرضه السلطات السورية على الصحفيين العرب والأجانب. ونفى كل من المجالي ومصدر مأذون في الخارجية الأردنية سألتهما «الشرق» أن يكون للأردن أي اهتمام خاص بمنطقة معينة أو موضوع معين في سوريا، حيث أكدا أن الوفد الأردني سيلتزم تماماً بما تقرره الجامعة العربية، والتي ستقرر الآلية التي ستتبعها بعثتها إلى سوريا، وهي التي ستقرر إلى أية منطقة تذهب كل مجموعة. هذا ولم يشارك أي أردني في الدفعة الأولى من البعثة العربية والتي وصلت سوريا الخميس، كما لن يشارك أردنيون في الدفعة الثانية، فيما قال المجالي أن الأردن في انتظار أن تطلب منه الجامعة العربية إرسال وفده.