مرّ يوم 18 ديسمبر بهدوء شديد ومضى نسيا منسيا كغيره من الأيام. لأول مرة أعلم أن هذا التاريخ معتمد في الأممالمتحدة بأنه اليوم العالمي للغة العربية من خلال زاوية ضيقة في إحدى الصحف. لغتنا التي بدأنا (نتحرر) منها شيئا فشيئا لا تحتاج يوما بقدر ما تحتاج إلى خطط عملية كبيرة لإعادة وهجها الذي بدا يخبو. أحيانا كثيرة نشعر أنها باتت من إرث الأجداد فتركناها في جامعاتنا و(أغلب) شركاتنا وبدأ التخلي عنها يغزو مدارسنا. صحيح أنها لم تعد لغة (العصر) حاليا.. وأن %80 من الأبحاث العلمية تنشر بالإنجليزية إلا أن تخلينا (المندفع) عنها سنجني منه ضررا كبيرا. سنجد أنفسنا فجأة في منتصف طرق تفرض علينا (بيع) هويتنا شيئا فشيئا.. سنجد أننا فقدنا (وساما) ظللنا نحتفظ به على مدار ألف وخمسمائة عام.. ومتى ما ضاعت لغة قوم ذل شعبها.. ومتى ما تخلت أمة عن لغتها فكبِّر عليها أربعا. نظل (محترمين) لأولئك الذين يرفضون الحديث معنا إلا بلغتهم ولو كانوا يجيدون (العربية).. بينما تشعر ذواتنا (المهزوزة) بأن الفخر كل الفخر بالحديث بغير العربية.. نظل مؤيدين لمؤتمرات تقام في دول (عربية) وجميع الحضور (عرب) ومع ذلك تكون (الإنجليزية) هي لغة المؤتمر.. لِتَقَدُّم نَزْعُم تحقيقه.. نظل نصفق بانتشاء لعربي.. لا يجيد (العربية) إلا قليلا.. لكنه مع ذلك يتقن الإنجليزية والفرنسية والألمانية وهلم جرا. (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم).. نتذرع بها حجة.. دون أن نعلم أنها (لغة الحضارات) وأن النص لا يحث على التخلي عن (اللغة الأم). ختام القول: هي باقية.. ما بقي الليل والنهار.. فاختر من أي الفريقين تكون.. من حماتها؟.. أم من أبنائها العاقين؟