إن مكارم الأخلاق ناشئة من الدين والخوف من الله، فهي ثابتة في النفس راسخة في القلب لا تتبدل بتبدل المصالح والأهواء، وإن الصدق والإخلاص والتعاون ومعرفة قيمة الوقت وتقديم المصلحة العامة وتطبيق الأنظمة والقوانين والإصغاء إلى صوت الضمير، هي القيم التي تمثل روح النهضة وقوامها، كما أن الصبر والثقة بنصر الله والثبات وبث قيم العدل والإحسان والتكافل والحب والكرم والسماحة، والامتناع عن المحرمات هي صمام الأمان دنيا وآخرة. وكان أعظم مخلوق اتسم بمكارم الأخلاق هو النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال الله تعالى فيه «وإنك لعلى خلق عظيم». وإن مساوئ الأخلاق من الغش والخداع والحسد والنميمة وشهادة الزور والكذب والحقد وظلم الآخرين الذي لا يعرف قلب صاحبها الصفاء والمحبة والتسامح، بل هو كالبركان الذي يتفجرغيظاً وكمداً، طريق للهلاك ومحق البركة وخسارة كبرى في الدنيا والآخرة. فندعو الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق، وأن يصرف عنا سيئها.