تتوافد رعايا الإبل في حفر الباطن إلى مشاركة مركبات المسافرين وعابري طريق الرياض السريع، السير مسافات طويلة على نفس الطريق، بهدف العبور من موقع الجسر الجديد الذي يتقاطع مع سكة الحديد بالقرب من نقطة أمن البطيحانية، الواقعة على بعد نحو تسعين كيلومترا جنوبي حفر الباطن، قاصدين مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز للإبل في أم رقيبة. ولجأ ملاك الإبل المتوجهون إلى مهرجان أم رقيبة إلى سلوك طريق السيارات لاستغلال منطقة الجسر الذي يمر من فوق سكة القطار، في النفاذ إلى الجهة الأخرى، وذلك بعد إنشاء السياج الحامي للسكة، والممتد من حزم الجلاميد في منطقة الحدود الشمالية حتى موانئ المنطقة الشرقية على ساحل الخليج العربي، لمسافة تصل إلى 1392 كيلومترا، تتخللها مناطق محددة لالتفاف السيارات، وأخرى مخصصة لعبور الماشية، يبعد أقربها مسافة ثلاثين كيلومترا عن الجسر. وتعد منطقة العبور القريبة من نقطة أمن البطيحانية أفضل وأقرب منطقة يفضلها أغلبية الرعاة في حفر الباطن، بدلا من توجههم للمعابر الأخرى البعيدة، وقد شكل وجود الإبل في الموقع عبئا إضافيا على دوريات أمن الطرق، وإعاقة لحركة السير، وتهديدات للمركبات، فيما لجأت دوريات الأمن إلى إيقاف حركة السيارات والمسافرين حتى يتمكن رعايا الإبل من صعود الجسر، وحتى انتقالها إلى الطرف الآخر من الطريق، وما يصاحب ذلك من تأخير بسبب كثرة الإبل، وضيق الطريق الذي تحميه صبات خرسانية تمنع سقوط المركبات. وأفاد المواطن محمد المطيري، أحد ملاك الإبل، أنه انطلق بإبله من مسافة عشرين كيلومترا لكي يعبر بها من موقع تقاطع سكة القطار، متوجها لمهرجان أم رقيبة، مضيفا أنه واجه صعوبة في توقيت عبور الإبل للجسر الذي يمر فوق السكة، لكونه طريقا مخصصا للسيارات والشاحنات، التي تتسبب في تنفير الإبل، مقترحا إنشاء منطقة عبور مخصصة للمواشي قريبة من هذا الموقع، لكونه أفضل موقع للعبور باتجاه براري الصمان ومهرجان أم رقيبة. من ناحية ثانية، أشار المقيم محمد أمين، سائق شاحنة نقل صغيرة، إلى أنه اضطر للتوقف نحو ربع ساعة في نقطة أمن الطرق، حتى تعبر الإبل على طريق السيارات، معتبرا ذلك حلا غير عملي ويعيق حركة السيارات، ويتسبب في تكدس المسافرين على الطريق السريع، وأضاف «يجب أن تسلك الإبل المنافذ المخصصة لها، لكونها تشكل خطورة كبيرة على المركبات». من جهته، أوضح ل»الشرق» مصدر في أمن الطرق الموجودين في الموقع أن لديهم تعليمات مشددة بإيقاف حركة السير، والسماح بمرور الإبل، تلافيا لوقوع أية حوادث أو مشكلات بين قائدي المركبات وملاك الإبل، مشيرا إلى أن دوريات أمن الطرق تتولى مسؤولية حجز المركبات قبل مسافة كافية، والسماح للإبل بعبور الجسر لضمان عدم حصول أي احتكاك بين مرافقي الإبل وقائدي السيارات».