ليست الإبل فقط من تستعرض جمالها في مهرجان «جائزة الملك عبد العزيز لمزايين الإبل»، في منطقة أم رقيبة، إذ استقطبت سيارات قديمة، تجاوز عمر بعضها نصف القرن، أنظار زائري المهرجان، وتحديداً «المهرجان الثقافي» الذي تنظمه إدارة التربية والتعليم في محافظة حفر الباطن. وتعود بعض السيارات المعروضة في المهرجان، إلى الحقبة التي دخلت فيها المركبات إلى بعض مناطق البلاد. كما يؤكد مالك هذه السيارات غالي الغالي، الذي يعرض ست سيارات كلاسيكية، هي «فورد» موديل 1966، و»دوج بورويقن» 1957، و»شيفر سبورت» 1949، و»دوج سبورت» 1950، و»كاديلاك» 1961. وبدأ الغالي، التعلق في السيارات القديمة منذ طفولته، لشغف والده باقتناء هذه السيارات، التي أروثها لابنه، فبدأ بالمشاركة بها في المهرجانات والمعارض من العام 1418ه، إذ شارك في عدد من المعارض التي أقيمت في دول الخليج العربي. وتعد مشاركته هذه الثانية في المهرجان الثقافي، بعد حضوره العام الماضي. ويقول غالي: «إن السيارات مجهزة للسفر، وكثيراً ما يستوقفني المسافرون في الطرق، خصوصاً كبار السن، للسؤال عنها، ويتذكرون ماضيهم مع سيارات مشابهة لها، حين كانوا شباباً، وبخاصة الموظفين المتقاعدين من شركة «أرامكو السعودية»». وعن كلفة اهتمامه، أوضح أن «سعر السيارة الواحدة يتراوح من 60 ألف ريال، إلى 150 ألف ريال، إضافة إلى أجور الصيانة المُكلفة، وقطع الغيار، إذ أضطر أحيانا إلى السفر إلى خارج البلاد، لإحضار بعض القطع، أو أقوم بتصنيع قطع أو طلبها من الخارج، خصوصاً أن بعضها يحتاج إلى عناية خاصة، وأخصص جزءاً من منزلي، لركن السيارات». غير أنه يؤكد تمسكه فيها وشغفه في هذه السيارات، إذ يقضي أربع ساعات يومياً، لمتابعة السيارات وتفقدها، إضافة إلى كونه عضواً في مجموعة «متحف السيارات التاريخية والقديمة»، وعضواً في «نادي السيارات» في منطقة القصيم. ويشهد المهرجان الثقافي في أم رقيبة هذا العام، تنوعاً، إذ يقام لمدة 10 أيام، ويشهد ثلاث فعاليات في كل يوم، في توجه يهدف إلى «كسر رتابة المخيمات، وجذب الزوار». وتتنوع الفعاليات بين استضافة كبار الرواة الشعبيين والمنشدين، وتنظيم مسابقات شعبية تراثية وندوات متخصصة عن الفلك والإبل، فضلاً عن المعارض المصاحبة للمهرجان، مثل معرض «صور الإبل النادرة، ومعرض «السيارات الكلاسيكية»، وعروض «الحيوانات المفترسة» ودوريات الدوائر الحكومية الرياضية. وشهد المهرجان، أمس، حضوراً كثيفاً من الزوار والمشاركين، الذين قَدِموا لمشاهدة عروض الإبل، والاطلاع على الفعاليات المصاحبة للجائزة، والتبضع من الأسواق الشعبية التي تقام على هامش المهرجان. وشاهد الزائرون خلال الساعات الأولى من صباح أمس، عروض الإبل في ساحة التحكيم، التي استمرت حتى الواحدة. إذ وفرت اللجنة المنظمة للمهرجان 750 مقعداً في الجهة الشمالية من الساحة. كما جال الزوار في الأسواق الشعبية، التي ضمت في جنباتها محالاً تجارية، نظمتها بلدية حفر الباطن وهيأت لها الطرق المعبدة، مثل التموينات الغذائية والمطاعم الشعبية والبوفيات، والمنسوجات اليدوية، وحظائر مخصصة لبيع الأغنام والإبل، إلى جانب مسلخ مركزي، وأماكن لبيع الحطب ومستلزمات زينة الإبل، مثل «الجنايب»، و»القيود»، و»الخرج». ورصد مراسل «وكالة الأنباء السعودية» مشاهد المهرجان، والتقى الزائرين، إذ أبدى فرحان محمد العايد (من حفر الباطن)، إعجابه ب «النقلة النوعية» لمهرجان هذا العام، المتمثلة في «تنظيم حركة سير المركبات داخل طرقات السوق، وتنظيم المحال التجارية على جانبي الطريق في شكل لافت للنظر». وأشار العايد، إلى أن توافر المخيمات في مختلف مواقع المهرجان، بأسعار مناسبة، «أسهم في راحة الزوار من مشاق نصب الخيام، والبحث عن مكان مناسب لها»، مشيداً بجهود اللجنة المنظمة للمهرجان في «توفير جميع سبل الراحة للمشاركين والزائرين». واعتبر سعيد علي الشهري (من الباحة)، أم رقيبة «مدينة الشهر العالمية»، كونها «تقام خلال شهر واحد وسط النفود، وتحوي بين أكنافها كل مكونات الحياة الرغيدة في مكان واحد»، مثمناً لرئيس هيئة البيعة رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمير مشعل بن عبد العزيز، تأسيسه ورعايته لهذا المهرجان، الذي «أسهم في الحفاظ على موروث الآباء والأجداد، وجمعهم في مكان واحد، للالتقاء والتعارف على بعضهم»، واصفاً المهرجان ب «الثقافي والاقتصادي والاجتماعي». وأبانت أم محمد، المشاركة في المهرجان منذ انطلاقته قبل 12 سنة، أن الزوار «حرصوا على اقتناء بعض المزينات، لاستخدامها لإبلهم، أو إهدائها إلى ملاك الإبل المشاركين»، لافتة النظر إلى أن السوق «اتسم خلال اليومين الماضيين، بنشاط كبير في حركة البيع والشراء».