لم يعلم الفتى الفلسطيني محمد زياد عوض السلايمة «17 عاماً»، من مدينة خليل الرحمن في الضفة الغربية، أن قتله سيحسم الجدل الحاصل في الساحة السياسية والعسكرية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية حول قتل الفلسطينيين باستخدام الرصاص الحي خلال المواجهات. خرج «السلايمة» إلى مدرسته صباحاً واستقبله زملاؤه بمفاجأة لم يكن يتوقعها، فوجد فصله الدراسي الذي يتلقي فيه العلم تحول إلى غرفة صغيرة يتوسطها طاولة وُضِعَ عليها الحلويات و»الكيك» احتفالاً بعيد ميلاده الذي أصبح اليوم الأخير في حياته. عاد «السلايمة» إلى منزله حسب حديث أحد أفراد عائلته ل«الشرق» ليجد مجندة إسرائيلية «20 عاماً» من مدينة تل أبيب تطلق النار عليه بشكل مباشر وترديه قتيلاً، بزعم أنه حاول مهاجمتها على حاجز عسكري قرب الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية. وأعفت المجندة السياسيين والعسكريين في إسرائيل من التفكير في استخدام الرصاص الحي، وأشعلت الانتفاضة الثالثة داخل مدينة الخليل لتثور الاشتباكات بين الشباب الفلسطينيين والجنود، وليصاب حتى اللحظة ما يزيد عن 20 شاباً خلال المواجهات، وُصِفَت حالاتهم بين الطفيفة والمتوسطة، حسب مصادر طبية ل «الشرق»، بينما يُتوقَّع أن تمتد المواجهات إلى باقي مدن الضفة. وكشف تعليق المجندة على قتل «محمد السلايمة» النقاب عما يتلقاه الجنود الإسرائيليون خلال التدريب، حيث قالت «لقد تصرفت وفقاً للتدريبات التي تلقيتها في الجيش، لقد شعرت بالخطر الحقيقي على زميلي، وكانت لدي بضعة ثوانٍ لكي أتخذ القرار، لقد اتخذت القرار الصحيح لأنني شعرت أن زميلي سوف يفقد حياته»، وأضافت «لم أتردد ولم يهتز جفني ولم ينتابني الخوف وأطلقت النار عليه، كل جندي في مكاني كان سيتصرف بنفس الطريقة».