يجري 14 فريقاً دولياً تعاقدت معهم الهيئة العامة لآثار والسياحة، عمليات مسح للآثار في مناطق مختلفة من المملكة. وقال رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان: «إن الفرق اكتشف آثاراً مهمة»، مستدركاً انه «لن يتم الإعلان عنها، حتى يتم التأكد من الحقب الزمنية التي تعود إليها تلك المواقع». وأكد الأمير سلطان، خلال مشاركته في تدشين مواقع أثرية أُعيد ترميمها في الأحساء، «هذه المحافظة تشتهر بمواقع التراث العمراني، التي تستحق كل العناية. فيما يتميز أهلها بحب التراث». وأقر أن مشروع العقير «استغرق وقتاً طويلاً، لتأخر بعض المسارات التنظيمية»، مستدركاً أنه «يسير حالياً في مساره النهائي، ونريد أن يكون مشروعاً رائداً بكل المقاييس». ودشن المواقع وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب، بعد اكتمال أعمال الترميم فيها، بكلفة تجاوزت 60 مليون ريال، وذلك بحضور نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز، ومحافظ الأحساء الأمير بدر بن جلوي، ورئيس مجلس التنمية السياحية في الشرقية الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبدالله. وأوضح الأمير سلطان، أن «السياحة التراثية لها أثر اقتصادي كبير في مجال السياحة الوطنية»، مضيفاً أن «المملكة دول غنية بتراثها العمراني والحضاري، وهي تُصنف من ضمن أغنى دول العالم في مجال التراث العمراني». وتابع «نحن الآن في بداية استكشاف مكنونات الجزيرة العربية، والدولة حريصة على أن يُنظر للبعد التراثي كبعد جديد، يعزز بعدها الديني والسياسي». وأكد رئيس الهيئة، على ضرورة «تفاعل المواطنين في موضوع الآثار الموجودة تحت الأرض، والتي تعتبر ملكاً للدولة، سواءً كانت في البر أو في البحر»، مبينا أن هناك «مكافأة للمواطنين الذين يبلغون عن مواقع أثرية، وأهم مكافأة هي خدمة الوطن». وقال: «نحن الآن في صدد استعادة ما دُمر من البعد التراثي للمملكة». وتضمنت المواقع التي تم افتتاحها أمس، منزل البيعة، ومدرسة الهفوف الأولى (الأميرية)، وسوق القيصرية ومركز الأحساء للتراث العمراني، ومدرسة القبة، وقصر إبراهيم، ومعرض التراث العمراني المصاحب للمؤتمر الدولي الإسلامي للتراث، والمقام في قصر إبراهيم. كما تم وضع حجر أساس مشروع تطوير وسط الهفوف التاريخي. وأشاد رئيس هيئة السياحة والآثار، بمستوى التنفيذ العالي لمشروع إعادة إعمار سوق القيصرية. وقال أمين الأحساء المهندس فهد الجبير: «إن مشروع تطوير وسط الهفوف يعيد للأحساء شخصيتها التي كانت عليها قبل أكثر من نصف قرن. كما أنه يقضي على المسار الخاطئ الذي كانت تسير عليه، الذي غزا المباني الحديثة في كل المنطقة»، مضيفاً ان المشروع «يعتمد على إعادة الترابط الحضري لكل العناصر التاريخية، التي يكتظ بها المكان، وينقل من يزور المنطقة التاريخية عبر متحف مفتوح، فمسجد الجبري الذي يعود بناؤه إلى أكثر من ستة قرون، إضافة إلى مبان من القرن ال16، تتجمع داخل قصر إبراهيم وحوله، وصولاً إلى سوق القيصرية والمدرسة الأولى، إضافة إلى إعادة تنظيم الحركة داخل المدينة القديمة، وإعادة استخدام بعض المباني التاريخية، والاستفادة منها سياحياً واقتصادياً، وإقامة بعض الفنادق، ومركز للمؤتمرات، وإحياء منطقة الحرف اليدوية».