عطفاً على الخبر الذي نشرته “الشرق” عن جرّاح المسالك البولية بجازان الذي تسبب في استئصال كلية مريضة لقلة حيلته من البصر، تذكرت طبيباً عبقرياً حلّ بإحدى القرى، وحين دخل المستشفى من الباب، غادرت صحة المواطنين من شبابيك أجسادهم. منذ حلّ الطبيب بالبلدة، لم تعد النساء تلدن من مظان الولادة التي اعتاد عليها الخلق منذ وضعت حواء هابيل وقابيل بعيداً عن (حركات دكاترة الزمن الأغبر)، فصارت بطون الحوامل عرضة للشق كيفما اتفق، حتى لم تبق سيدة في البلدة لم تشتم القيصر الروماني وفكرة الولادة (المهببة) التي التصقت به. مارس الطبيب تجريباً لم يسبقه عليه أحد، فلو أنك اشتكيت من وجع في أذنك، زجرك أولاً قبل أن يصف لك دواءً لن تتعاطاه غالباً لسمعة روشتته السيئة، سيقول لك: “بتقعد مع ناس بيتكلمو كتير ليه، طبلة الأذن عنده استهلاك معين وينتهي، زي بطارية الجوّال”. ومع ذلك، اشتهر طبيبنا بوصف علاج الملاريا لكل من سوّل له جسده بالمرض، حتى أطلق عليه الأهالي (عباس ملاريا)، وحدث أن زاره مريض شاكياً فأجابه كالعادة: “عندك ملاريا”، فخرج من عنده بائساً فعاتبه صديقه لأنه لم يتعظ من زيارته، ونصحه بأخذ عينة من دمه وخلطه بدم زوجته وإضافة نقاط من زيت ماكينة سيارته المتهاكة والذهاب بالعينة المرّكبة لذات الطبيب، و: (تشوف لو ما قال لك عندك ملاريا). فعل صاحبنا بالنصيحة وحمل العينة العجيبة وأعطاها للطبيب الذي حمل العينة بين أصابعه وقال: “عندك ملاريا، والمدام حامل، والعربية عاوزة تغيير ماكينة”!