اعتمدت قمة الألفية في العام 2000 هدفين أساسيين لتقييم التقدم المحرز في تحسين مستوى صحة الأمهات عالميا أولهما تخفيض معدل الوفيات من الأمهات في الولادة بنسبة 75 في المائة بين عامي 1990 و2015، والهدف الثاني هو تحقيق حصولهن جميعا على الرعاية الصحية عند الإنجاب بعام 2015. فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا يجمع البيانات التي حصلت عليها هي واليونيسيف وصندوق الأممالمتحدة للسكان والبنك الدولي، لتحليل اتجاهات وفيات الأمهات في الولادة خلال الفترة المعنية وحتى 2010. وما جعلني أضع قلمي وأختار هذا العنوان لهذا الموضوع هو أنني تأثرت بشدة عندما نشرت هذه الجريدة خبر وفاة اثنتين من الأمهات في فترة واحدة متتالية في مستشفى واحد تابع لوزارة الصحة في جدة متخصص في الولادة. وقرأت ما جاء في الخبر أن الشؤون الصحية في جدة أمرت بتكوين لجنة محلية للتحقيق في ما أصاب الأمهات وأشد من ذلك ما أصاب الرضيعين اللذين ولدا يتيمي الأمهات، والأبوين اللذين أصبحا أرملين وبين أيديهما طفلان رضيعان يتيما الأمهات. وزاد تأثيري حزنا شديدا عندما قرأت تصريح معالي وزير الصحة الذي نشرته هذه الجريدة متابعة لما حدث بأمره تكوين لجنة وزارية للتحقيق في ما حدث في هذا المستشفى. تأثرت لأنني أعرف عن تجربة شخصية معنى أن تفقد أمك في ولادتك وتعيش يتيم الأم مدى الحياة إن رزقك الله والدا مثل والدي (يرحمه الله) ليكون لك أبا وأما منذ ولادتك طيل حياتك لأنني هكذا عشت سبعة عقود من الزمان ولكن والدتي (يرحمها الله) لم تلدني اليوم ولم تلدني في مستشفى وفي غرفة ولادة ومتوفر لها الاستشاريين والممرضات المتخصصات وتوجد بها كل الأجهزة الطبية الخاصة والعامة للولادة واستشاري التخدير والعناية المركزة ولم تلدني أمي بواسطة طبيب استشاري الولادة لم تلدني اليوم بل ولدتني على قمة جبل أبي قبيس قبل سبعين سنة في غرفة مضاءة بفانوس غاز وكان من أخرجني وسحبني من رحم أمي والدي وقص حبل سرتي بمقص من المطبخ وربط سرتي بدبارة الخيش ثم سمع صوتي فتركني أنا وأمي وذهب ونزل على ظهر حمار إلى ساحة الحرم ليستدعي ويحضر لأمي المولدة (أي الداية) لتكمل ما تبقى من ولادتي فلا محالة علميا إلا ما يكتبه الله الخالق لنعيش أنا وأمي فاختار الله عز وجل أن يكتب لي الحياة فقط وذهبت أمي إلى خالقها بعد ولادتي بعدة أيام في بيت أخيها وأختها على جبل جرول في مكةالمكرمة. والجدير بالذكر أنه تكونت عينة الدراسة السالف ذكرها من 59165 حالة ولادة وكان معدل وفيات الأمهات 292 أما لكل 100.000 حالة ولادة أي بنسبة 0,29%. إلى هذا المستوى الضئيل انخفضت نسبة وفيات الأمهات في الولادة في نهاية عام 2009م بسبب اعتماد قمة الألفية لعام 2000م. وهنا أذكر أن ابنتي الثانية وضعتها أمها قبل 33 عاما في نفس المستشفى المعني. وقد نشرت جريدة الندوة في عددها رقم 124 بتاريخ الثلاثاء 10/7/1378ه ميزانية الدولة وكانت في مجملها 1.410.000.000ريال أي حوالي مليار ونصف أما اليوم فلله الحمد تصل ميزانيتنا إلى قرب نصف التريليون فعلينا نحن المواطنون أن نشعر بالانتماء والوطنية والإخلاص لهذا البلد الآمن بقيادته الرشيدة الكريمة التي لم تضن علينا بالغالي وكل نفيس من مال وحكمة وأمن واستقرار. فبرجالها تشقى البلاد وتسعد. للتواصل ((فاكس 6079343)) للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة