حضر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" اجتماعًا حاشدًا في غزة امس بمناسبة ذكرى تأسيس حماس والاحتفال بالنصر على اسرائيل بعد ان استقبل استقبال الابطال لدى عودته لغزة بعد عقود قضاها في المنفى. وحضر 200 الف فلسطيني على الاقل هذا الحدث الذي يقام في الهواء الطلق والذي من المرجّح ان يستغله مشعل لتشجيع مكانة حماس الصاعدة في العالم العربي وتعزيز قضية المصالحة مع حركة فتح. وتجمّع آلاف المؤيدين الذين رفع كثيرون منهم العلم الاخضر للحركة الاسلامية قبل الاحتفال. وسمعت الاغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت ومن بينها أغنية «اضرب اضرب تل ابيب». وتشير الاغنية الى صواريخ حماس التي اطلقت على تل أبيب في القتال الذي استمر ثمانية أيام. بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن «الوفد القيادي للحركة الذي يزور غزة برئاسة خالد مشعل، تلقى تهديدات وتحذيرات إسرائيلية من عدة جهات باختراق التهدئة والتعرض لنا في حال وصلنا إلى غزة إلا أننا صمّمنا على الدخول إليها». التمسّك بالمقاومة وجدّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس» تمسّكها بالمقاومة سبيلًا لتحرير فلسطين كل فلسطين، ورأت بأن ذلك هو "الخيار القادر على توحيد صفوف الشعب الفلسطيني وقواه الحيّة في الدفاع عن الأرض والمقدسات وردع الاحتلال الصهيوني". وأكدت "حماس" في بيان لها امس بمناسبة الذكرى 25 لانطلاقتها، أنَّ جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضها ومقدساته "لن تزيده إلا صمودًا ومقاومة، وأن ذلك كله لن تفلح في كسر إرادة الشعب المجاهد، وأن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم ومتابعة محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة على ما اقترفوه من قتل وإجرام". وأضاف البيان: "سنظل أوفياء للقدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ولن نفرِّط في جزء منها ونشدّ على أيادي المرابطين الصامدين في القدس وفي أرضنا المحتلة عام 48 على الرّغم من مخططات التهويد والتهجير. وتحرير أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال سيبقى على رأس أولوياتنا، وكما أوفينا في وفاء الأحرار، فإنَّه لن يهدأ لنا بال حتى ينعموا بالحرية الكاملة على أرض وطنهم". وأشادت "حماس" بصمود الشعب الفلسطيني وثباته على أرضه وحفاظه على ثوابته الوطنية وتصدّيه للاحتلال ومشاريعه الاستيطانية والتهويدية، وثمّنت المواقف العربية والإسلامية والدولية الداعمة والمناصرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. ودعت "حماس" لتأسيس "استراتيجية نضالية موحّدة ومتكاملة تدعم صمود شعبنا ومقاومته وتحقق تطلعاته في التحرير والعودة بناء على ما حقَّقه الشعب الفلسطيني من انتصارات عسكرية وإنجازات سياسية". ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى "تحمّل مسؤولياتهما في حماية الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته من خطر الاحتلال الصهيوني واتخاذ خطوات عملية في إنهاء الحصار على قطاع غزة". تهديدات إسرائيلية بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن "الوفد القيادي للحركة الذي يزور غزة برئاسة خالد مشعل، تلقى تهديدات وتحذيرات إسرائيلية من عدة جهات باختراق التهدئة والتعرض لنا في حال وصلنا إلى غزة إلا أننا صممنا على الدخول إليها". وأضاف الرشق امس، "أبو الوليد (خالد مشعل) قال حدّدت زيارتي ولن أتراجع حتى لو استشهدت في أرض غزة فهذا شرفٌ لي ولإخواني". وتابع: "جميعنا صمّمنا على الشهادة وألا نتراجع وقلنا: فليذهب نتنياهو وتهديداته إلى الجحيم". وأكد الرشق أن قيادة حماس كانت وما زالت تأمل في أن تزور كافة مناطق فلسطين محررة، قائلًا "هنا نلتحم بأهلنا في غزة والظروف الإجبارية هي تلك التي تمنعنا من البقاء هنا، والالتحام بكافة اهلنا وشعبنا في كل مكان. وأضاف: "هذه الزيارة بالنسبة لنا تاريخية واللحظات الجميلة هي منذ أن دخلنا معبر رفح وطول شارع صلاح الدين كانت تلك اللحظات من اجمل لحظات حياتنا وإن اردنا أن نستذكر المحطة الأجمل فبالتأكيد هي تلك اللحظة، وإن كان سبقها شيء، فصفقة وفاء الأحرار التي وصلنا خلالها إلى معبر رفح وتابعنا وشاهدنا عملية تبادل الأسرى". وتابع: "مشهد مهيب وعظيم ونحن سعداء منذ أن وطأنا ارض غزة الطاهرة ورأينا حشود غزة تحتفي بنا.. وناس غزة ولا اجمل ولا احلى من ذلك.. ونحن هنا بين اهلنا وإخواننا في بلدنا فلسطين وهناك معانٍ عظيمة وكثيرة .. فالاخ خالد مشعل لم يدخل فلسطين منذ 36 سنة وهي الاولى لغزة، وأنا كذلك منذ عام 67 لم تتكحل أعيننا بفلسطين.. العودة حق لنا ولكل فلسطيني.. عندما يعود قادة حماس في مثل هذه اللحظات ووسط أجواء انتصار عظيم حققته المقاومة وكتائب القسام مع كل القوى.. فنحن نقول إننا اليوم في غزة وغدًا ان شاء الله في القدس وحيفا وكل فلسطين". وأكد الرشق استمرار حركة حماس في المضي بخيار المقاومة حتى التحرير، مشددًا على أن صمت المقاومة كان وسيكون إعدادًا للمعركة الكبرى. وأقيم مسرح كبير في مدينة غزة مع نموذج ضخم لصاروخ من طراز (ام 75) الذي أطلق على تل ابيب والقدس في الحرب الشهر الماضي. وقال أحمد شاهين البالغ من العمر 60 عامًا: هذا يوم النصر.