أمل إسماعيل عندما قرأت خبر احتراق «الشرق» التي شهدتُ ميلادَها شعرت وكأن منزلي الذي احترق، وبقلب ينبض خوفاً، ولسانٍ يتمتم بالمعوِّذات، ركضت إلى هاتفي لأطمئن على زميلات وزملاء أُكن لهم من الاحترام الكثير، الأستاذ «قينان الغامدي» الذي تمنى لي التوفيق في انتقالي المهني من صحيفة «الشرق» إلى إمارة دبي، والأستاذ «خالد صائم الدهر» الذي دعمني وزميلاتي في المجال الرياضي. كما كنت على تواصل مستمر مع الزميلة والأخت «غادة محمد» التي لم تتوقف عن تزويدي بالجديد وطمأنتي على الجميع من خلال تغريداتها على حساب صحيفة «الشرق» في «تويتر»، كما كنت متابعة لتغريدات الزملاء «سعيد معتوق، ووائل المسند، ونعيم تميم الحكيم»، وفي داخلي رغبة كبيرة في الحضور إلى السعودية مختصرة المسافة بين دبي والدمام؛ فقط لأطمئن على «الشرق» ومن فيها من زميلات وزملاء. وبدلاً من أن أبعث برسائل تهنئة لزملائي الذين شاركتهم حلم التأسيس وفرحة الانطلاق وإخراج العدد الأول؛ بعثت برسائل السؤال والاطمئنان والدعوات لزملاء كان لي معهم ذكريات عمل وكفاح في البحث عن الحقيقة، التي جعلت من الوليدة «الشرق» عملاقة بين عمالقة الخَبر. نعم! اشتعلت الشرق في عيد ميلادها بدلاً من أن تطفئ شمعتها الأولى لتشعل معها روح التحدي من جديد بإخراجها عددها الأول بعد السنة وسط تعاون غير مستغرب من منافستها وشقيقتها في المنطقة الشرقية، الزميلة «اليوم» التي عرضت مكاتبها بالكامل لفريق «الشرق»، إلى جانب مكاتب الصحف الأخرى، وبدعم كبير من وزارة الإعلام، ومن أمير المنطقة الشرقية ونائبه، الذين أثبتوا أن الإعلام السعودي على يد واحدة وقلب واحد، وأن المنافسة التي بينهم «منافسةٌ شريفة». و»رُبَّ ضارة نافعة»، فما حصل ل «للشرق» كشف مدى مكانة الصحيفة لدى زميلاتها من الصحف، وعند قرائها والمسؤولين في المملكة العربية السعودية، وأكبر دليل على ذلك ما كتب رئيس تحرير صحيفة «الشرق» في مقاله من مكتب المدير العام، الأمر الذي جعلني أفتخر أنني كنت من أسرة «الشرق». تغريدة أمل: حصنتك باسم الله ثلاث مرات يا «الشرق»، بسم الله عليك.. بسم الله عليك.. بسم الله عليك، من عين كل حاسد.