عُرفت روسيا بالمتاجرة في حق النقض الدولي فيما يتعلق بالثورة السورية وبعد مرور نحو عامين وسقوط عشرات الآلاف من الشهداء، يبدو أن الأوان قد آن لتجني موسكو ثمرة متاجرتها بدماء الشعب السوري. وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سرجي لافروف ووزير الطاقة وعدد من التجار والمستثمرين الروس لتركيا رافقها تخوّف إيراني شديد من تخلّي روسيا عن بشار وإيران وإحلال موسكو محل طهران لتزويد أنقرة بالنفط والغاز الذي تستورده تركيا من إيران. ورغم استثناء تركيا من الدول الملزمة بتطبيق العقوبات على طهران، إلا أن الأولى قلصت استيرادها من النفط الإيراني كما تعرضت خطوط أنابيب الغاز الإيراني المصدر لتركيا إلى تفجيرات عدّة. وبعد زيارة الوفد الروسي لأنقرة، أكد علي باباجان مساعدة رئيس الوزراء التركي أردوغان تقليص استيراد تركيا للنفط الإيراني بنسبة 20 %، الأمر الذي يؤكد شكوك طهران حول مساومة روسيا على رأس بشار مقابل رفع حجم المبادلات التجارية مع أنقرة. وفي نفس الوقت تسرّبت معلومات عدة حول جولة وزير خارجية بشار لعدد من دول أمريكا اللاتينية من بينها كوبا وفنزويلا للتفاوض حول إمكانية نقل بشار وأسرته إلى إحدى هذه الدول. وفي ذات الوقت أشارت مصادر إيرانية إلى استحالة الرهان على بقاء بشار في سدّة الحكم في سوريا وضرورة التفكير بالحلول البديلة لرسم استراتيجية إيرانية جديدة للتعامل مع سوريا ما بعد بشار.